فهد بن جليد
الأمم المتحدة تقول إنَّ النساء يتعرضنَّ للعنف بسبب الحجر المنزلي، الأمين العام استند إلى تقارير إعلامية تظهر تزايد حالات العنف المنزلي ضد النساء في العالم بسبب ضغوط وآثار (كورونا المُستجد) الاقتصادية والاجتماعية، من -وجهة نظري- أنَّ جميع وسائل التواصل الاجتماعي العربية تظهر استغلالاً نسائياً واضحاً وكبيراً (لضعف الرجل) وانكساره في هذه الظروف الصعبة، مع جلوسه في البيت (عطَّالي بطَّالي)، بعد أن كان يتحجَّجُ بالخروج (لعمله وشُغله) ومهامه الكوكبية التي هي ملء السمع والبصر خارج المنزل، مهما كان حجم وظيفته أو دوره في الحياة، لكنَّه في نهاية المطاف إذا عاد للبيت زئر، وإذا جلس أرعد، يُقدم له (المُحمَّر والمُشمَّر) طلباً لرضائه وتخفيفاً من عنائه، ليتسبَّب (فيروس كورونا) ببروز صورة جديدة، يُطل من خلالها (الغَضَنفَر)، وهو يئن (كالأسد الجريح) في قفص الصياد.
سُلبت حرية الرجل في زمن الحجر المنزلي، فبات دخوله للمطبخ ضرورة ومن علامات حُبه لزوجته، كنوع من العطاء العاطفي والمُشاركة في هذا الظرف الاستثنائي، خصوصاً مع تحول مشاهير التواصل الاجتماعي ونجوم الرياضة والفن فجأة إلى (طباخين ومُمارسي رياضة) وإظهارهم الأمر بصورة وردية وحالمة داخل بيوتهم، وهو ما جعل (سي السيد) عرضة للاستغلال والتنمُّر والتندُّر كنتيجة طبيعية لعدم إتقانه أعمال المطبخ، ممَّا هزَّ شخصية بعض الأزواج أمام أطفالهم كونهم لا يجيدون ولا يتقنون بعض تلك الأعمال البسيطة والروتينية من وجهة نظرهم، حمانا الله من عواقب وآثار (الفشل مع الحجر)، فتلك مصيبة مُركبة ابتلي بها نفر من (عظماء الرجال) في (زمن كورونا).
مع طول مدة الحجر، وتعلم الأزواج كل يوم شيئاً جديداً من فنون الطبخ والنفخ وغسيل الصحون على يد زوجاتهم -فيما يشبه مرحلة تدريب خفِّية- احذر يا رعاك الله (الإفراط) والاجتهاد في إظهار إتقانك لتلك الأعمال كنوع من الحب، خشية أن يعقب ذلك استمرار بعض (المهام الرجالية) في المطبخ حتى بعد انتهاء أزمة (كوفيد-19)، كجزء طبيعي من أنماط الحياة الجديدة التي فرضتها الظروف برضاء الجميع واتفاقهم على التشارك في السراء والضراء، عندها لن ينفعك تنديد الأمم المتحدة حتى لو أطلقت (خمسين) بياناً استنكارياً، تجاه استغلال الرجال بعد عصر الحجر.
وعلى دروب الخير نلتقي.