مولع بلا حدود في حُب الكتابة, ولا أبالغ إذا قلت تجمعني علاقة حُب جنونية مع الكتابة.. وأي جنون وأي علاقة هذه؟!
أرى بأن أصحاب القلم في نعيم دائم, والكتابة نعمة تستحق الشكر دومًا, وخير أنيس وأفضل صديق في العُزلة وفي الضجيج.
الكتابة متنفس بحاجة إليه, حتى لا أشعر بزحام في داخلي, لا يُذهبه إلا سكب الحبر على الأوراق.. نعم لا يُذهبه إلا الكتابة.
فيروس كورونا (كوفيد - 19) يعتبر الأزمة الكائنة على وجه الأرض حاليًا, بسببه شلّت حركة أعمال كثيرة وتوقفت وظائف وانتقلت أخرى للعمل من المنزل, إلا الكتابة بقت وسمت فوق الجميع.. وهي وحدها للأبد تبقى, مهما تكابلت الظروف وتراكمت الصعوبات.
الأمريكية مريدث ماران كاتبة وروائية ومؤلفة كتب, من ضمن مؤلفاتها كتاب « لماذا نكتب؟ » ومن محتواه:
- نصيحة غيش جين للكتّاب وهي (تعتبر الكتابة شيئًا سخيفًا حين تفعلها لكسب المال. إذا كتبت, فاكتسب للسبب الذي لطالما كتب الكتّاب لأجله, ليس المال, بل للحصول على الرضا الآخر, الأعمق).
- أجابت على السؤال المعتاد في الكتاب وهو لماذا أكتب؟
(الكتابة هي جزء جوهريٌّ من وجودي في هذا العالم. فالأكل والنوم والكتابة؛ أمورٌ تسير جنبًا إلى جنب. إنني لا أفكّر لماذا أكتب أكثر مما أفكّر لماذا أتنفس. غياب الكتابة أمرٌ سيّء, تمامًا كما هو عدم التنفس).
- أجاب أيضًا ديفيد بالداتشي على سؤال لماذا أكتب؟
«لو كانت الكتابة جريمة, لكنت الآن في السجن, لا يمكن ألا أكتب, فالكتابة قهرية».
جوروج أورويل لديه كتاب « لماذا أكتب؟ » وهو عنوان لمقالة في داخل الكتاب, وضع على هذا السؤال عدة دوافع كإجابة, وهي كالتالي بتصرفي وليس نقلاً:
1- الأنانية المُطلقة: أن تُذكر بعد توقف نبض قلبك, أيضًا قال هنا الكتَّاب الجادين هم في المجمل الأكثر اختيالاً والأقل اهتمامًا بالمال.
2- الحماس الجماليّ: بمعنى الانضباط في تقديم إيقاع قصة جيدة, وإدارك الجمال في العالم الخارجيّ.
3- الدافع التاريخي: هي أن ترى الأشياء على حقيقتها, للحصول على وقائع حقيقية, والمحافظة عليها من أجل الأجيال القادمة.
4- الهدف السياسي: من منطلق أن الفن لا يمكن أن يُخالط. السياسة, لأنه هو بذاته موقف سياسي, ليس بحاجة إلى مخالطة لإثبات نفسه.
** **
- د. فيصل خلف