هالة الناصر
لم تكن دول العالم الأول مخطئة عندما حاربت مشاهير التواصل الاجتماعي، وشنت ضدهم أشرس الحملات الإعلامية والاجتماعية، ودفعت الملايين من الدولارات للترويج لحملة لمكافحتهم أسمتها «لا تجعلوا الحمقى مشاهير»، حتى وضعتهم في مكانهم الصحيح، ولم يعد أي منهم يتجرأ أن يوجه المجتمع أو يظهر بالليل والنهار يلقي عليهم الخطب والنصائح، ويستعرض بشكل وقح يومياته السطحية واهتماماته السخيفة، حاربتهم بكل مؤسساتها، وبالذات تلك المؤسسات المدنية التي يهمها سلامة المجتمع وحماية ثقافته من الأغبياء والجهلة والأميين الذين يتواجدون في مجتمعنا بكثرة للأسف حتى ضاق بهم الناس ذرعاً، لدرجة أنهم أشغلوا رجال الأمن لكثرة مخالفاتهم التي تستوجب اتخاذ إجراء أمني ضدهم، في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون لعدم إثارة أي بلبلة في مجتمعنا، ونحاول تكثيف الجهود نحو مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، ليس لدي معهم مشكلة.
وأعرف أن قلة قليلة منهم يختلفون عن الذين أقصدهم، رغم أنهم يتشاركون معهم بسطحية المحتوى وسذاجة الحضور التي يعتقدون بأنها بساطة، المشكلة التي انبثقت من الفوضى التي تسببوا بها اندفاع الألوف من الذين يريدون أن يصبحوا مشاهير مثلهم ويعتقدون بأن الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تأتي إلا عبر تصوير الحماقات أو الأفعال التي يجرمها المجتمع والقانون، انكشف غالبية هؤلاء بعد فرض منع التجول، حيث ظهرت حماقاتهم وسخافاتهم مما حدا بالجهات الحكومية لمنعهم جميع مشاهير التواصل الاجتماعي، والاعتماد على المجهودات الذاتية لتلك الجهات، وهو قرار وصائب وحكيم لاقى ترحيباً كبيراً في المجتمع الذي استاء كثيراً من ضجيج وغثاء هؤلاء المشاهير الذين ثبت بالدليل القاطع أن ضررهم أكثر من نفعهم.