أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: فكرة تحرير الشعب اليهودي في الغرب تشمل: الثورة الفرنسية, و(نابليون), و(سنهرين باريس), وإيطاليا, وهولندا, وألمانيا, والنمسا, وهنغاريا, وإنجلترا، وفي النهاية الولايات المتحدة. وكانت بداية تحرير الشعب اليهودي من المعوقات المدنية, والسياسية من الثامن عشر ميلاديًّا. ولا ريب أنه من المعروف عند اليهود البقاء المختلق الذي وصف شعبه بالحرمان من الحقوق الاعتيادية في وطنهم، وهي الحقوق التي ادعوها (أي دعوى حقوق الشعب اليهودي المظلوم في زعمهم), مع دعواهم إذلالهم بالأموال التي يدفعونها لتلك الشعوب الداعية إلى تحريرهم، وهي أموال قضت على الرطب واليابس مما يملكونه حسب زعمهم الكاذب. والواقع أن قليلاً مما يملكونه من الربا المضاعف الذي خنقوا به جميع الشعوب باستثناء عبدالله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته. وهم يحاجون بالباطل إذ قالوا كما قص الله عنهم: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (سورة البقرة/ 275)؛ فهذا زعم أرعن؛ فأركسهم الله بقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (سورة البقرة/ 275).
قال أبو عبدالرحمن: من المعلوم أن الدكتور (عبدالوهاب المسيري) من أعلم أبناء جيله بأكاذيب اليهود, واستنزافهم أموال الناس الذين هم في عرفهم (الجوييم)، مع الافتراء على دين الله؛ إذ أباح لهم في دعواهم الكاذبة (فكذبوا وأفكوا كعاداتهم العفنة). تملك أموال (الجوييم) بكل حيلة. و(الأغيار) هي المقابل العربي للكلمة العبرية (جوييم). وهذه هي صيغة الجمع للكلمة العبرية (جوي) التي تعني (شعب)، أو (قوم). وقد انتقلت إلى العربية بمعنى: غوغاء ودهماء. وقد كانت الكلمة تنطبق في بادئ الأمر على اليهود وغير اليهود، ولكنها بعد ذلك استخدمت للإشارة إلى الأمم غير اليهودية دون سواها. ومن هنا كان المصطلح العربي بكلمة (الأغيار). وقد اكتسبت الكلمة إيحاءات بالذم والقدح، وأصبح معناها: الغريب، أو الآخر؛ أي آخر ليس من الناس؟!!.. انظر كتاب (موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية لعبد الوهاب المسيري). ولقد ذكر الدكتور (عبدالوهاب المسيري) في موسوعته تعريفًا مطولاً، وهو زيادة فائدة عن (السنهدرين الأكبر)؛ فقد قال (المسيري) عنه: «ويشار إليه بلفظ (سنهدرين) فقط. و(السنهدرين) صيغة عبرية للكلمة اليونانية (سندريون)، وتعني (مجلس). وقد كان هذا الاسم يطلق على الهيئة القضائية العليا المختصة بالنظر في القضايا السياسية والجنائية والدينية المهمة في المناطق التي كان يعيش فيها اليهود في فلسطين. وكان (السنهدرين) بمنزلة المحكمة (بيت الدين)؛ لذا فإنه يطلق عليه (المحكمة العليا)، وهي محكمة تمارس تطبيق العدالة وإصدار الأحكام طبقًا للشريعة اليهودية في ذلك الوقت, وتشريع القوانين الخاصة بالعبادات, ومحاكمة مَن ينتهك هذه القوانين, وكذلك الإشراف على الاحتفالات الكهنوتية في المعبد. وكان (السنهدرين) يقوم أيضًا بوظيفة محكمة الاستئناف. و(السنهدرين) أعلى سلطة قضائية لليهود, وله الرأي النهائي في تفسير القوانين وإصدارها. وقد كانت أحكامه تصدر بموافقة أغلبية الأعضاء...» إلخ. ومضى (المسيري) في تعريفه ليبين تاريخ ووظيفة (السنهدرين) الأعظم إلى أن قال: «وقد سُمي الاجتماع الذي عُقد عام 1907 ميلاديًّا بناء على طلب (نابليون بونابرت) (السنهدرين الأعظم). وتكون هذا الاجتماع من واحد وسبعين عضوًا من اليهود ذوي النفوذ»؛ وذلك ليضعوا الصياغات المناسبة للقرارات الخاصة بالحالة الاجتماعية لليهود. وفي العصر الحديث لم تنجح الدولة الصهيونية في إعادة بعث تقاليد (السنهدري) بسبب الصعوبات القانونية والدستورية التي كانت ستقف أمام مثل هذه الخطوة». انظر كتاب (الحياة اليهودية) ص214.
قال أبو عبدالرحمن: لقد تفرغ الدكتور (عبدالوهاب المسيري) للكيد الصهيوني في كتبه, ولدي منها كتاب (رحلتي الفكرية) الطبعة الثامنة عام 2017 ميلاديًّا، ط: دار الشروق, وكتابه (العلمانية, والحداثة, والعولمة)/ دار الفكر/ آفاق معرفة متجددة, وكتابه (خيوط العنكبوت)/ دار الفكر/ آفاق معرفة متجددة, وكتابه (الصهيونية وخيوط العنكبوت)/ دار الفكر/ آفاق معرفة متجددة, وكتابه (الصهيونية والحضارة العربية الحديثة)، وكتاب (العلمانية, والحرية العلمانية الشاملة)/ المجلد الأول/ الطبعة السادسة 2016 ميلاديًّا/ دار الشروق, والمجلد الثاني/ الطبعة الخامسة 2016 ميلاديًّا/ دار الشروق.
وإلى لقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى. والله المستعان.