الأزمات مهما كانت من الشدة والأثر الضار إلا أنها قد تقود للتعرف على شيء من الإيجابيات الكامنة في التكوين لأي مجتمع، حين تبرز من خلال المواجهة لتلك الشدة، وأسبابها، مثلما كان من حال هذه البلاد حين تنادت وتناهت فعاليات منظوماتها الصحية لمواجهة ذلك الخطر (فيروس كورونا) الذي طال الكثير من دول العالم، وكشف الكثير من نقاط الضعف في منظوماتها الصحية، فيما أبان بشكل واضح مدى جاهزية دول أخرى.. ليس هذا فحسب، بل قدراتها الكامنة في مواجهات الأزمات مهما كان من شدتها، مثلما حدث في الصين والمملكة العربية السعودية، حين تناهت فعاليات منظوماتها الصحية من خلال تلك التدابير الاحترازية؛ لتحتوي فيروس كورونا، وتحاصره، للحيلولة دون انتشاره، ووقاية المجتمع منه.
ولو أمعنا النظر فيما صرنا إليه من خلال هذا الخطر لتبيّن لنا من روائع ما صرنا إليه، وما لم ندرك حقيقة كمه وكيفه وعلو شأنه بالعمل الاستباقي قبل ذلك، ومثل ذلك مما هو معروف بداهة.. فمن يتمتع بكامل الصحة لا يراها كما يراها الآخرون. وخير دليل على ذلك انبهار العالم بحراك المواجهة من المملكة لفيروس كورونا، وتلك الحشود من العلماء والطواقم الطبية والكفايات الإدارية المؤهلة، وما صار إليه بعض الدول الأكثر تقدمًا في العالم من حراك، حقَّق المرجو والمأمول في محاصرة هذا الداء الخطر (فيروس كورونا). فهل نعي عظمة التطور الذي صرنا إليه، وما ينبغي أن نعيه ونتفاعل معه، ونصير إلى المزيد من الفخر به أمام العالم كله مثلما الفخر بمن هم أصل النجاح فيه (قيادتنا الرائعة والموفقة) بعد أن استطاعت تحقيق ما حاصر هذا الفيروس، وحدَّ من انتشاره.