فهد بن جليد
التخلّص من العادات السيئة وبناء عادات جديدة يتم عند معظم الناس خلال 21 يوماً فقط، وهذه قاعدة علمية مُعتمدة في علم النفس والتنمية البشرية، بل إنَّ العادة الجديدة المُكتسبة تتحول إلى أسلوب حياة طبيعي بعد 90 يوماً فقط من الاستمرار عليها، الحجر المنزلي الذي نعيشه اليوم هو فرصة نادرة في حياتنا قد لا تتكرر مرة أخرى للتخلّص من بعض العادات القديمة السيئة التي لطالما وعدنا أنفسنا بالتخلّص منها ولم نفعل -بسبب زحمة الحياة والعمل والتسويف- وهي فرصة عظيمة لاكتساب عادات جديدة وفق قاعدة 21/90، فقط قرِّر اليوم التخلّص من عادة سيئة مهما كانت (التدخين، شرب القهوة الصباحية، ضياع الوقت مع أشخاص هامشيين ... إلخ) وستعود حتماً عجلة الحياة لتدور مرَّة أخرى، وقد تخلَّصت من عادات هامشية في حياتك تضيع وقتك ومالك دون فائدة.
جلوس الجميع في المنزل فرصة حقيقية لإعادة ترتيب الأولويات السلوكية لكل شخص، والتحلّل من بعض الالتزامات المعنوية مع أشخاص أو مجموعات أو أصدقاء كانوا يستحوذون على مُعظم الوقت في الاستراحة أو الكوفي على حساب المهام الحياتية الرئيسة للإنسان، فالظرف الحالي أثبت أنَّه لا يوجد أشخاص ثابتين في حياتنا سنموت ونخسر لو لم نرهم كل يوم أو نجلس معهم أو نسهر معهم، كل شيء قابل للتغيير ليس هناك شيء ثابت وضرورة قصوى في حياتك بعد اليوم، السلوك والعادات الشخصية يجب أن تكون قابلة للتقييم والمُراجعة حسب الظروف والاحتياج.
تختلف قاعد الـ21 يوماً من شخص إلى آخر، ولكنَّ الجميع سيصل إلى نقطة التغيير في الوقت المناسب متى ما أراد ذلك، أولوياتنا يجب أن تتغير حسب الاحتياج لكل مرحلة حياتية، طريقة تعاملنا مع أهلنا وأولادنا والأوقات التي نقضيها معهم يجب أن تتغير للأحسن بعد (كورونا)، خذ ورقة وقلماً واكتب أهم العادات السلوكية التي تود التخلّص منها، وأهم العادات الجديدة التي تود اكتسابها، واحسب الأيام لتخرج من المنزل بعد انتهاء الأزمة -بإذن الله- إنساناً آخر تشكَّل بصورة جديدة كما تريد أنت، لا كما فرضته الظروف التي صنعت سلوكك سابقاً، وأجبرتك على الخروج في (أعين الناس) بالصورة القديمة.
وعلى دروب الخير نلتقي.