د. زايد الحارثي
أصبح شغل العالم الشاغل اليوم حكومات ودولاً وشعوباً ما أصابه من جائحة لا قبل له بها، فهو من جهة يسعي لكبح جماح تفشي هذا الوباء المزلزل الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم، وذلك من خلال النصائح والإرشادات والإجراءات الوقائية العملية الصارمة. ومن جهة أخرى يعكف العلماء في المستشفيات ومراكز الأبحاث علي إيجاد اللقاح المناسب له. ومن واجب المسؤولية الفردية الاجتماعية وجدت المساهمة بهذا الجهد فلقد استحضرت دراسة قمت بها قبل حوالي عشرين عاماً عن المسؤولية الشخصية الاجتماعية للشباب السعودي في المجالات المختلف: المسؤولية نحو الذات والنفس، المسؤولية نحو الأهل والأسرة، المسؤولية نحو الحي والجيران، المسؤولية نحو المجتمع، المسؤولية نحو التربية، المسؤولية نحو الأمن الوطني، المسؤولية نحو البيئة والصحة وقد كان المقياس المصمم يهدف إلى معرفة مستوى المسؤولية لكل فرد في كل محور من المحاور المذكورة وكيف يمكن أن نعزِّزها وتتالت بعد ذلك دراسات ولكنها مع الأسف لم تأخذ الاهتمام الكامل وتمنيت لو تابعتها لتصبح مشروع وطن ينبثق منه برامج وإن كان قد ظهرت الكثير من المشاريع والبرامج للعمل التطوعي في كثير من المجالات وكذلك ظهرت العديد من برامج المسؤولية الاجتماعية لكثير من القطاعات ولكن يظل هناك فراغ كبير في تحديد مستوى المسؤولية الاجتماعية لدى الكثير من الناس الذين تعودوا مع الأسف على الاتكال على ما تقدّمه الدولة -رعاها الله- في كل الخدمات ومن هذا المنبر وفي ضوء الظروف الصحية الخطيرة التي يمر بها العالم يجب أن نتنادى جميعاً في وجوب الالتفات إلى دورنا جميعاً في تفعيل مسؤوليتنا الشخصية والاجتماعية نحو أنفسنا ووطنا في القيام بأبسط الممارسات مثل البقاء في بيوتنا وتجنب الملامسة والمصافحة والنظافة المستمرة والتباعد الشخصي والاجتماعي واتباع الحمية الاجتماعية ويقيني أنها سلوكيات بسيطة كلنا قادرون عليها فلماذا لا نلتزم بها ونكمل جهود دولتا العظيمة وإن شاء الله إن مع العسر يسرا.