مجموعة العشرين منتدى عالمي يمثِّل ثلثي التجارة في العالم للدول الصناعية والمتقدمة، وللحوار والنقاشات بين تلك البلدان في القضايا الأساسية في الاقتصاد العالمي وتعزيز استقراره، واليوم يمر العالم بأوقات حرجة وأزمة صعبة مع هذه الجائحة التي اجتاحت العالم ولا تزال تحصد أرواح الآلاف من البشر في بلدان الشرق والغرب، وقد اتخذت المملكة -حماها الله- إجراءات وقائية استباقية للتصدي لهذا الفيروس وتطبيقها لأعلى المعايير الاحترازية لمنع انتشاره، وقد نالت إعجاب دول العالم بتلك التدابير والإجراءات الاستباقية: بـ - إجراء الكشف الطبي في المطارات والمعابر والموانئ على كل القادمين للمملكة، - واستضافة القادمين من الدول التي انتشر فيها الفيروس بمراكز قد أعدتها وزارة الصحة للحجر الصحي، - وإيقاف العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف والسياحة، - ووقف جميع رحلات الطيران الدولي، - وتعطيل الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات وتكون عن بعد، - وتعليق العمل في الدوائر الحكومية، - ووقف جميع الأنشطة والمسابقات الرياضية، - ومنع التجوُّل الجزئي في جميع المناطق ... وقد أسهمت هذه الإجراءات بشكل فاعل في الحد من انتشار الفيروس.
ولأن المملكة رائدة وسبَّاقة بالخيرات، ولاستشعارها بالمسؤولية العالية فقد سارعت إلى اقتراح عقد القمة الافتراضية لقادة مجموعة العشرين، وكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- تبعث على الاطمئنان والتفاؤل وروح الأمل للدول النامية الذين أصابهم الذعر من واقعهم ولجميع شعوب العالم، ولانعقاد القمَّة أهمية قصوى لوضع خطط المواجهة الجماعية للدول المشاركة لهذا الوباء الخطير الذي يهدِّد البشرية ومناقشة كيفية توحيد الجهود الدولية للتصدي للأزمة، فالمبادرات الفاعلة وتوحّد الجهود سيكون لها الأثر الإيجابي الكبير بالوفاء بالمتطلبات وتحقيق آمال الشعوب كي ينعموا بالرفاهية والرخاء ويجتازوا هذه المحنة الصعبة للقضاء على هذا الفيروس وإيجاد علاج ناجع له، إنها مسؤولية وجهود كبيرة تقوم بها المملكة العربية السعودية بأعمال متميّزة ومبتكرة في استخدام التقنية الحديثة في أفضل صورها بواسطة طاقم سعودي ربط أكبر زعماء العالم في منصة إلكترونية.
نسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأن يكلِّل جهودهم بالتوفيق والنجاح والشعب السعودي الوفي، وأن يزيل عن بلادنا هذا الوباء وجميع بلدان العالم إنه ولي ذلك والقادر عليه. آمين.