دائماً نحن أمةٌ تحمل الأمل في المحن والنوازل.. وقدوتنا حبيبنا المصطفى محمد نبينا الذي صبر على الأذى محتسباً حامداً ربه وشاكراً راجياً رحمته.. ومن تعلق بربه وناجاه بالدعاء سراً وجهاراً وعمل بالأسباب.. فإنه ربٌ غفور رحيم قريب من عبده، جعلنا الله من الذين تقبل دعوتهم.
في نفق الكورونا مد وجزر، يأس وتفاؤل.. محطات إيجابية وأخرى سلبية، نفق لكن في داخله زوايا سعيدة {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} والبشرى للصابرين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. نفق قد يحمل الابتلاء والاختبار للتمحيص والتطهير والتذكير والموعظة الحسنة.. جرس إنذار لمن {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} في نفق الكورونا وقفات لمراجعة النفس وكشف حساب العلاقة مع الخالق.
نؤمن أن هناك نقطة مضيئة في نهاية النفق، لا بد أن نصل إليها عاجلاً أو آجلاً، لأن لنا رباً غفوراً رحيماً، وقال لنا: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} فلنرفع أيدينا بالدعاء أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن يشفي مرضانا ويحفظنا بحفظه ويكلأنا بعين رعايته.
نبقى في هذا البلد الكريم نحمل مشعل التفاؤل لتجاوز هذا النفق بأمان -إن شاء الله-، لأن هناك قيادة قريبة منا حريصة علينا، جعلت سلامتنا نصب عينيها، فنحن محسودون على هذه الرعاية المستديمة، لكنها في هذه الجائحة كانت أكثر وقعاً، فعملت بالأسباب التي تساهم في الحد من انتشار الوباء ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وكانت مضرب المثل دولياً.. فهنيئاً لنا بقيادة مليكنا سلمان، وولي عهدنا محمد -حفظهما الله وسدد خطاهما-.
أما حاملو القمصان البيضاء من (أطباء وممرضين وفنيين) فكانوا لنا خط الدفاع الأول في عبور هذا النفق، وكانت حياتهم رخيصة من أجل سلامة المواطن والمقيم والمساهمة الفعلية في توفير الصحة لمن هم بين المرضى.. باقة شكر وعرفان لهم وللوزير الربيعة ومعاونيه الذين كانوا رجال (الحرب الصحية) على هذا الفيروس.. والشكر موصول للجبهة الأمنية وجميع القطاعات المساندة التي جعلتنا جميعاً بثقة واطمئنان أننا في طريق عبور نفق كورونا آمنين، وسنصل إلى نقطة الضوء ونتجاوز الأزمة الطارئة ونحن أكبر وأقوى -بإذن الله-.