إن لقطاع السياحة الأهمية الكبرى اليوم في عالمنا المعاصر فهو بالإضافة لكونه رافداً مهماً لخزينة الدولة ومورداً مهماً من مواردها المالية، فإنه يساهم في خلق فرص عمل كبيرة ولقطاعات مختلفة سواء كانت هذه الوظائف مباشرة في القطاع السياحي أو مرتبطة بها، فالقطاع السياحي يواجه العديد من المشاكل والمصاعب والأزمات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فهو كالطفل حديث الولادة الذي يحتاج للعناية القصوى والاهتمام المستمر، فلا يمكن لنا أن نهمله، وذلك لتأثره بجميع ما يحدث حوله من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية وصحية.
فالأزمة السياحية تعرف على أنها أي تهديد يحد من التدفق العادي والطبيعي والمتعارف عليه للسياحة، وعادة ما تكون الأزمات الكبيرة التي يتعرض لها كالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات وموجات التسونامي وغيرها، وكذلك تؤثِّر الحروب التي تحدث في البلاد المجاورة، وتعد الأوبئة والأمراض المعدية كالكوليرا، وحالياً الكورونا (كوفيد 19) من الظروف التي تؤثر على القطاع السياحي في العالم بشكل عام.
فالأزمات تتنوَّع سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي والبيئي، وبناءً عليه قد تظهر أزمة بيئية أو سياسية أو صحية، ويمكن أن تظهر داخل كل نوع تصنيفات فرعية مرتبطة بقطاعات أخرى، مثل أزمة مالية ضمن الأزمة الاقتصادية، أو أزمة سياحية ضمن الأزمة الصحة، والمثال على ذلك أزمة القطاع السياحي في العالم في ظل الأزمة الصحية التي تواجهها الدول مع تفشي وباء الكورونا (كوفيد 19)، وقد تحدث الأزمة على نطاقات جغرافية متعددة أو على نطاق عام داخل الدولة الواحدة بشكل كامل كحوادث عنف عامة أو احتجاجات على أمر ما، أو أن تكون أزمة تؤثر على العالم بشكل كامل وشامل كالأزمة المالية العالمية والأزمة الصحية في انتشار الجوائح والأمراض.
وبناءً على ما سبق يتضح أن الأزمات لا تنشأ منفردة، فعندما تكون المعلومات غير متاحة أو ناقصة أو غير دقيقة فالاستنتاجات تكون غير صحيحة، فتصبح القرارات أيضًا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي إلى ظهور اعتراضات وصراعات وأزمات، كما أن التفسير الخاطئ للأمور ينتج عن الخلل في التقدير والتفسير وتقييم الأمور، حيث يتم الاعتماد على الجوانب الوجدانية والعقلية وإهمال الجوانب العقلانية والمنطقية والمبنية على الأرقام والدراسات والتحليلات، كما أن للضغوط التي تواجهها المنظمة سواء كانت ضغوطاً داخلية أو خارجية كالضرائب والمنافسة أو مطالب العاملين أو دخول تكنلوجيا جديدة على القطاع تتطلب التأقلم معها.
ومن الطرق التي يمكن تفعيلها للتغلب على نتائج الأزمات التي تحدث في القطاع السياحي، التعاقد مع شركات محلية أو عالمية للعلاقات العامة، والمتخصصة في إدارة الأزمات للمساعدة في معالجة الأزمة وآثارها والقيام بعمل برامج للدعاية والإعلان بشكل احترافي جاذب، إصدار التصريحات والبيانات الخاصة بالأزمة وأبعادها، للصحافة المحلية والصحافة العالمية، قصر التصريحات على جهة مخولة واحدة بذلك وعادة ما تكون شركة العلاقات العامة نفسها.
فيما سبق توضح لنا أن الأزمات في القطاع السياحي هي أمر وارد الحدوث وذلك لتأثره بما يحصل في هذا العالم الواسع المتشابك، وتبيّن لنا أهمية تكامل الأدوار داخل القطاع السياحي وذلك لوضع الخطط والإستراتيجيات لمواجهة الأزمات السياحية والعمل على وضع الخطط إما لتلافيها أو العمل على التخفيف من نتائجها، وتبيّن لنا أنه كلما زادت فترة الإنكار في مواجهة الأزمات تقل الفرصة لمواجهة الأزمة بالشكل المناسب وهو ما ينبغي لنا تجنبه، وأهمية التفكير دائماً بأهم التوصيات التي يجب اتباعها في حالة حدوث تلك الأزمات والعمل على تحديثها وتطويرها.