في الوقت الذي واجهنا فيه عدواً خطيراً عبر حدودنا وأرخى رحاله بيننا وأوقف الحياة في أراضينا بل أوقف العالم بأسره على ساق واحدة نصحو كل يوم على مستجدات الوضع الصحي لفيروس كورونا الذي هزم العالم.
وسائل التواصل الاجتماعي تعج بأخباره واقتحامه لدول تلو أخرى وتداول لأعداد المصابين من هم في الحجر ومن تلقى العلاج وتعافى وجهود الدول في مكافحة زحفه سواء بالبحث عن لقاح أو تشديد الإجراءات الاحترازية.
خط الدفاع الأول وزارة الصحة بجميع مكوناتها في مناطق المملكة تقف في حالة طوارئ منذ بدء الأزمة.
متحدث الوزارة يظهر لنا بين حين وآخر يحاول جاهداً أن يبث الهدوء وينقل بشفافية إجمالي الحالات الجديدة والمؤكدة والمتعافية والوفيات، وكان المتحدث يشعرنا بخوفه من خلال نبرات صوته محاولاً في كل مرة بث روح التعاون مع الوزارة في أهمية البقاء في البيت وباقي إجراءات الوقاية.
وزير الصحة منهمك في محاربة هذا الفيروس والحد من انتشاره حماية لأرواح المواطنين والمقيمين، واستطاع إدارة أزمة كورونا بكل شجاعة مع فريق عمله، ولم يكن العبء سهلاً عليه أبداً ومع ذلك كان يظهر لنا بهدوء واتزان وقدرة غير عادية على الاتصال والحوار.
وأثناء هذه الأزمة التي أعجزت العالم يظهر لنا خادم الحرمين الشريفين بكرم إنسانيته وحنان أبوته عبر شاشات التلفزيون في لحظة تاريخية كان الشعب بأمس الحاجة لها ينشر بين أرجاء الوطن الطمأنينة باتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة ويخبر شعبه بأن في هذه الجائحة «الإنسان أولاً» ولن تتأثر معيشة المواطن والمقيم.
ويترأس حفظه الله قمة الـ20 القمة الاستثنائية للخروج بسياسات تخفف من آثار انتشار الفيروس إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً في العالم وكيفية الخروج بمبادرات توجد حلولاً ناجعة والتكاتف لتخفيف تداعيات الأزمة.
أبطال الصحة وأبطال الأمن في الصفوف الأولى يسطّرون ملحمة وطنية في الشجاعة بذلاً وعطاءً وإخلاصاً وحماية للإنسان والوطن.
جهود كبيرة تقوم بها الجهات الأمنية والقوات العسكرية المساندة لتطبيق قرار منع التجول في مدن المملكة للحد من انتشار الفيروس، وتظل جميع الأمور تحت السيطرة بفضل من الله ومن ثم رجال الأمن المخلصين.
وها هي مملكتنا الحبيبة في الوقت الذي تتخلى فيه بعض الدول عن حقوق مواطنيها تقدم الرعاية الصحية لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة في كل ما يتعلق بعلاج فيروس كورونا.
وفي الوقت الذي كشفت فيه أزمة كورونا طبيعة علاقة كثير من الدول تجاه رعاياها تحتضن المملكة مواطنيها خارج الحدود وتبادر بتتبع احتياجاتهم وتوفير أرقى الإقامة لهم حتى عودتهم للوطن.
وتتوالى الدولة في تقديم المعونات في ظل هذه الجائحة لكل القطاعات ليأتي الأمر الملكي بتحمل الدولة لـ60 % من رواتب السعوديين في القطاع الخاص.
أعباء كبيرة تتحملها الدولة وجهود حثيثة لمحاصرة هذه الجائحة التي عرقلت مسيرة النمو في العالم أجمع.
لنتغنى بإنجازات الوطن، لتتكاتف الجهود ونتلاحم، لنصل برسالة للعالم أجمع بأن وطننا مختلف.