بدرية بنت عبدالله الشمري
بعد قرار تعليق الدراسة اعتبارًا من يوم الاثنين 14 - 7 - 1441 هـ تم التوجيه بالتحول إلى قنوات (عين) التي تبث دروسها اليومية للطلاب وترفع بشكل مستمر على اليوتيوب وكذلك التحول لبوابة التعليم الوطنية (عين) والإعداد لتدشين منظومة التعليم الموحد. كل هذه الجهود جاءت حتى تستمر عملية التعليم والتعلم ولا يحدث فاقد تعليمي لدى الطالب وهي جهود تشكر عليها الوزارة، حيث حاولت أن تمسك العصا من المنتصف من حيث الإجراءات الاحترازية واستمرارية التعلم.
ما كان يجهله المجتمع حين حدوث هذا التحول أن قنوات (عين) تبث على عرب سات منذ وقت طويل وأن بوابة التعليم الوطنية (عين) قد دشن قبل 3 سنوات لتواكب التحول الوطني 2020 التي بدورها تواكب الأهداف الإستراتيجية لوزارة التعليم ومن أهمها تطوير المناهج وأساليب التقويم والتعليم. لم تقف هذه البوابة فقط عند عتبة التدشين فقط ولكن شركة تطوير للخدمات التعليمية دعمت هذه المنصة بتوفير تطبيق حقيبة (عين) على أشهر أنظمة التشغيل للأجهزة الذكية iOS وAndroid الذي يتيح بدوره سهولة الوصول للخدمات على موقع البوابة وتحميل المقررات الدراسية على هذه الأجهزة والاستفادة من خصائصها التعليمية. كما أتاح الباركود المضاف للكتب الدراسية الحديثة سهولة الوصول للمحتوى الرقمي والمواد الإثرائية المتعلقة بالدرس، حيث وفرت هذه الإضافة الرائعة في الكتب الدراسية ربط المحتوى الرقمي التعليمي بالكتاب المدرسي مما يسهم بشكل فعال في تعزيز عمليات التعلم الذاتي لدى الطلاب ومساندة أولياء أمور الطلاب في فهم المحتوى العلمي لتعليم أبنائهم خاصة في مراحل الصفوف الأولية.
كل هذه الجهود لم يواكبها تحول في مفهوم التعليم والتعليم والتحول إلى مهارات القرن الواحد والعشرين. ضاعت هذه الجهود وأقولها بكل مرارة من ميدان التعليم الذي قضيت فيه 23 عامًا تنقلت خلالها بين تجارب كثيرة وعشت فوضاها الكبرى عندما أصبحت قائدة. الجهود المبذولة كبيرة ولكنها لا تصب في بيئة صالحة للنهوض بكل ما نطمح إليه من تطوير لأداء المعلم الذي بدوره ينتظر من المشرف تقديم الدعم والمعرفة والمتابعة ولكن مع الأسف المشرف يغوص في فوضى المنظومة التي منذ صدورها انشغل عن معلميه وبدل أن يهتم بالناحية الفنية ودعم المعلمين وعقد الحلقات التدريبية لهم، نراه يهرول بين اختبار تشخيصي ومتابعة انضباط نهاية وبداية العام والنشيد الوطني ونرى القائد الذي كلما حاول أن يتحول بدوره إلى التطوير والتجديد يغوص في كومة أوراق واستعداد لمقابلة الفريق النوعي لشرح جهوده في سد ثغرات مدرسته!
ونسينا محاولتنا للوصول إلى التحول الوطني 2020 الذي يواكب تطلعات رؤية مملكتنا الحبيبة 2030 وبقي الطالب يظن أنه يدرس ليختبر والمعلم يدرس ليضع أسئلة والقائد يتابع ليضع تقييم الأداء الوظيفي والمشرف بين هذا وذاك ضاعت هويته وفقد عمله الأساسي الذي هو الإشراف والتقييم والنهوض بمستوى معلميه!
إن لم نخرج من أزمة كورونا بدروس واقعية تعد لزمن افتراضي فنحن مع الأسف سنصل لـ2030 ونحن ندخل اسم المستخدم والرقم السري لتظهر لنا رسالة Error!