فهد بن جليد
ما زلنا نشهد -حتى كتابة هذه السطور- المزيد من الخطوات والمبادرات السعودية الإنسانية الرائعة والفريدة التي حلَّقت بالمملكة عالياً في عيون شعبها والعالم، لتؤكِّد حرص القيادة السعودية على رعاية الإنسان والاهتمام به، في هذا المُنعطف الإنساني والاختبار الصعب الذي تباينت فيه مُختلف الدول والثقافات، وهو ما يعكس قيمة المواطن الحقيقية في بلده، بل وضرورة حماية ورعاية المقيم على هذه الأرض الطيِّبة حتى من المُخالفين لنظام الإقامة، لقد رسمت المملكة خلال (الجائحة الصحية) صورة رائعة عن معنى الإنسانية والمسؤولية الحقيقة، لتضرب أروع الأمثلة التي يستشهد بها القاصي والداني حول قوة النظام الصحي في المملكة، وقدرته الكبيرة على الرعاية، وحسن تصرّف الدولة وفق خطط مُسبقة ومُحكمة، أرخصت كل شيء أمام حماية الإنسان ورعايته والحفاظ عليه من هذا الخطر.
دخل السعوديون والمقيمون على أرض المملكة (تجربة) جدية وفريدة للمرة الأولى (بمنع التجول)، وعكسوا جانباً كبيراً من التوعية والالتزام الكامل والتام بالأنظمة والاشتراطات، وأبدوا الرضا الكبير تجاه خطوات الحماية، وكيف أنَّ السعودية تحمَّلت جميع الأعباء والتكاليف المادية لحماية الإنسان أولاً، والحفاظ عليه وسط انتشار هذه الجائحة، دون تفرقة بين (مواطن ومُقيم) لا في الخدمة، ولا في الرعاية الصحية، ولا في تقديم الدعم مع ضمان الأمن الغذائي والصحي والحياة الكريمة للجميع، بل إنَّ مُبادرات دعم المقيمين كانت واضحة ومضرب مثل في الإنسانية بالإعفاء من الرسوم في هذا الوقت الصعب، وتجديد إقاماتهم (لثلاثة أشهر) مجاناً وبشكل تلقائي، وغيرها من الخطوات والإجراءات في تناغم كبير بين (الإنسان والنظام) على أرض السعودية (أرض الخير).
علينا العمل الآن على توثيق كل شيء بالصوت والصورة لإعداد (فيلم وثائقي عالمي) يعكس صورة السعودية الحقيقية في عيون العالم، وكيف هزمت (كورونا) لحماية الإنسان على أرضها، دون النظر إلى جنسيته أو لونه أو عرقه أو مُعتقده. أقترح تكاتف القطاع الخاص مع وزارة الإعلام ووزارة الصحة لإنتاج (فيلم وثائقي سعودي ضخم) يروي تفاصيل المرحلة وأبطالها بأحدث التقنيات، ليكون عنواناً يتناسب مع تحقيق المملكة هذه المكانة العالية، باجتماع كل الجهود الإعلامية والإنتاجية لهدف واحد يمثِّلنا جميعاً، حتى لا نفاجأ غداً بإنتاج أفلام عديدة بجهود مُتفرِّقة، ومحاولات فردية، قد لا تعكس الصورة التي نستحقها ونفخر بها.
وعلى دروب الخير نلتقي.