د. خيرية السقاف
كأن الليل في «الأزمة» غير الليل،
والنهار منطفئ لا يضيئه سوى بصيص من مصابيح ليلة البارحة..
الأزمة تحد أكبر!..
لا حراك!..
«كلٌّ يلزم مكانه في الدار، وليبقَ الواحد في حجرته، أو في ركنه القصي عن الآخر»..
كأن الناس ليسوا هم الناس..
يتوغلون في الغربة، مع أنهم يقتربون، ويبتعدون وقد كانوا بعيدين..
هاجدون، إلا من حفيف ورقة بيد، أو دعس قائم يمشي لحاجته..
وتعبق في الأرجاء رائحة القهوة،
البن يقول أكثر مما كان لا يقول..
«لا سيطرة على التحدي الأكبر»!...
روايات تُشرع صفحاتها عن وقت لا ملامح له،
بينما ترسم اللحظاتُ البطيئة لوحاتِه...
ولسوف تتصدر يوماً ما قصص التحدي الأكبر مدخل التاريخ
حين يصبح الليل ليلاً، والنهار نهارا!..
في هذا الليل النهار؛
الوباءُ تحد أكبر..
وعلى الإنسان أن يحرك على طاولة الوقت أيقونات المحاولة
للخروج من مأزق التحدي الأكبر..
إنه بلا سلاح في المضمار..
على مسار رائحة القهوة يزفر سؤاله:
أكانت البشرية في القرية العالمية بحاجة لطوفان التحدي؟!..
هذا الذي يوثق أذرع المتوثبين لمحاولة الفكاك،
والركض خارج مدرسة العزلة..
ومكابدة الأسئلة؟!...