سمر المقرن
وبينما يحدق بنا خطر الوباء القاتل، علينا أن نتحصَّن بلقاح ضد الذعر والخوف، فقد يكونان أكثر فتكاً من الوباء نفسه، وعلينا ألا نعيش في أتون القلق للأبد، وإن كان ولا بد فلنخصص له نصف ساعة يومياً فقط لا غير، ثم نعقِّم أرواحنا ونطهِّر أنفسنا قبل الأيدي والأبدان، لنقضي باقي اليوم في أمان وسكينة واطمئنان نستمده من ثقتنا بالله وقيادتنا الرشيدة، والتزام البيت واتباع الإجراءات الصحية. ونحسن الظن في رب غفور ثم ملك حنون وولي عهد يضع البلد الأمين في قلبه عندئذ نحصد أمناً وطمأنينة.
فلا داعي للإفراط في متابعة أنباء الوباء فنزاد قلقلاً قد يتسبب في ضعف جهاز المناعة الذي يعد حائط الصد الأول ضد كرونا أو أي مرض آخر، ومهم جداً أن نطهر قنوات سمعنا وأعيننا بذكر الله ومتابعة الأعمال الفنية الراقية التي تسمو بالأرواح والنفوس، وقراءة الكتب في هذا الوقت الطويل الذي يحتاج إلى تنظيم وترفيه وترويح عن النفس. ونعلم أن أسلافنا خاضوا حروباً أكثر شراسة مع الأوبئة ونجا أكثرهم منها بسلام مثل الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت عام 1918 وأصيب بها نحو 500 مليون شخص بما يوازي ثلث سكان الكرة الأرضية حينذاك، والطاعون الأسود والجدري، وكذلك طاعون عمواس الذي ظهر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وحصد 30 ألفاً من أهل الشام منهم عدد من الصحابة. مما يؤكِّد أن هذه الأوبئة ليست غضباً من الله سبحانه وتعالى. كما أن علينا ألا نستسلم لرهاب العطس والسعال ونار القلق التي لا تبقي ولا تذر، وهناك نصائح مفيدة للكاتب الأمريكي «ديل كارنيجي» في كتابة (دع القلق وابدأ الحياة) الذي نشره عام 1948 وكأنه يكتب لنا اليوم وينصحنا بعدم التفكير في الماضي والمستقبل ونعيش يومنا طاردين للقلق القاتل وأن نحصي نعم الله علينا. وأضيف ألا ننظر لنصف الكوب الفارغ فنستسلم أمام طوفان القلق ونرفع الراية البيضاء أمام وباء كورونا اللعين بانتظار نهاية العالم، فالواقع يؤكد أن نسب الإصابة به لا تساوي شيئاً مقارنة بأمراض وأوبئة سابقة وأن الكثير يتعافون منه. ولنتعافى من القلق علينا أن نستمع لتجارب الدكتور والفنان البريطاني «فيليب هاموند» وهو يقول: علمتني امرأة مسنة أن الخوف من السرطان يمكن أن يكون أسوأ من السرطان نفسه. ويبرز لنا الدكتور «غراهام ميدلي»، أستاذ الأمراض المعدية في بريطانيا، كيفية التخلص من الفيروس بالنظافة والتباعد الاجتماعي، وأن التخلّص من القلق بالضحك، موضحاً الركائز الأساسية للصحة وهي: (تواصل، تعلّم، كن نشطًا، لاحظ، رد الجميل، تناول الطعام الجيد، استرخ).. وأضيف لها اتبع تعليمات وزارة الصحة والزم بيتك واطرد وسواس القلق الخناس من حياتك، تعش وتنج بسلام.