وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) جزء فعّال ومؤثر من هذا العالم، يتفاعل مع تحركاته ويشاركه في اليسر والضيق، ويعيش معه الآن أزماته، ومنها وباء «كورونا» المستجد، الذي غزا العديد من دول العالم.
ورغم هذا فإن وطننا ما زال في وضع -بحمد الله ومنته- أكثر أماناً، وذلك بسبب تراصّ وتعاضد الشعب مع حكومته الرشيدة، التي تتحرك في جميع الاتجاهات بجهدها ومالها من أجل حماية أراضيها وأبنائها من المواطنين والمقيمين من انتشار ومواجهة كورونا، والتي لم تترك شيئاً واحداً للصدفة وإنما بالتخطيط بشكل مدروس وعلمي لكل الاحتمالات والسيناريوهات. يمر العالم اليوم بظروف معقدة، إلا أن وطننا الذي اتخذ إجراءات احترازية فريدة وسباقة، وقد تصدّى خلالها بكل نجاح لهذا التحدي، مما أدى إلى جعله في مأمن -بإذن الله تعالى- عن انتشار هذا الوباء.
كان البعض يعتقد بأن تلك الإجراءات الاحترازية من الصعب تطبيقها، إلا أنه تم تطبيقها بكل سلاسة وانسجام مطمئنَّين، وبالتأكيد فإنه سيكون هناك دروس ذات فائدة وتحديات غزيرة يمكن الانتصار عليها والاستفادة من تلك التجربة حتى وإن كانت قاسية.
وبفضل دعم القيادة الرشيدة -أعزها الله- وكذلك بفضل همة كوادرها من جميع الوزارات الذين أثبتوا أنهم أقوياء ويستطيعون التعامل مع جميع التحديات والمخاطر بالعمل المضني والدؤوب لمواجهة هذا الوباء منذ بداية الأمر، يمضي الوطن في مجابهة هذا التحدي، متفوقاً على كثير من البلدان المتقدمة.
وهو ما أكَّده وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، الذي أوضح هذا التحدي بقوله: «نحن نعيش تحدياً كبيراً.. فيروس كورونا الآن ينتشر بجميع أنحاء العالم، وبشكل سريع.. ونحن جزء من هذا العالم.. وقيادتنا ودولتنا -ولله الحمد- قامت بمجموعة من الاحترازات لحمايتكم، والتحدي كبير، وتعاونكم مهم».
وها هو وزير التجارة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي يطمئن الجميع على وفرة المخزون التمويني الغذائي والمنتجات في الوطن إلى ما لا نهاية، بقوله: «الحمد لله، هذا الوطن عظيم بعزيمة أبنائه ومقدراته، محققًا أعلى المعايير في وفرة المخزون الغذائي وكمياته الضخمة جدًا».
لم يكتفِ وطننا بنجاحاته على المستوى الداخلي في محاصرة هذا الوباء ومنع انتشاره، بل إنه قدَّم الدعم الخارجي بصورة مختلفة للدول الموبوءة مثل الصين، وقام بالتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار كدعم مادي لمنظمة الصحة العالمية، وقام بعمليات إجلاء إنساني لرعاياه من دول عدة، وأحضرتهم إلى أراضيها لتلقي الرعاية الصحية المناسبة وفق الإجراءات المعتمدة في العزل الصحي.
عندما يدير وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) بكل نجاح وفاعلية لوباء «كورونا» المستجد، فإنه لا يقدم -فقط- نموذجاً للعالم في كيفية إدارته للأزمات، ولكنه أيضاً يقدم رسالة ذات مغزى واضح بأن وطننا وقيادته الرشيدة، ماضٍ بكل قوة وبثبات في مساره نحو إحراز الريادة العالمية، ولن يثنيه عن ذلك أي شيء -بإذن الله تعالى-، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.