أ.د.عثمان بن صالح العامر
في 20-10-2018م غرَّد الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الرقابي -المتخصص في إدارة الأزمات- باستبانة مجتمعية علمية، أراد بها معرفة رأي متابعيه حيال إنشاء (إدارة للأزمات في المملكة العربية السعودية)، نصَّ هذه التغريدة: (عاشت منطقتنا في أزمات منذ الثورة الخمينية وتوالت حتى وقتنا الحاضر، وكان أهمها:
1- حركة جيهمان وتبعاتها.
2- اجتياح وتحرير الكويت.
3- الإرهاب والتطرف.
4- كارثة سيول جدة.
5- أزمة سوريا، اليمن، قطر، كندا ... إلخ.
ولما لإدارة الأزمات من أهمية الآن أكثر من قبل فهل تؤيد بإنشاء:
- وزارة للأزمات والطوارئ.
- مركز للأزمات بمجلس الوزراء.
- إدارة أزمات في كل منشأة.
- غير ضروري كل ما سبق.
- وكانت نتيجة التصويت.
- 32 % مركز للأزمات بمجلس الوزراء
- 21 % وزارة للأزمات والطوارئ.
- 30 % غير ضروري كل ما سبق.
- 21 % إدارة أزمات في كل منشأة.
وواضح من النتائج الواردة أعلاه أن الرأي الأكثر هو ارتباط المركز بمجلس الوزراء حتى يكون مصدر قوة وانسيابية في اتخاذ الإجراءات لحظة صدور الأمر الملكي الكريم، ويكون للإدارة المركزية أفرع في الإمارات الثلاث عشرة والجهات الحكومية.
تكون للمركز مزايا عديدة وصلاحيات واسعة وتنسيق تام بين قطاعات الدولة المختلفة.
ومن مهام هذا المركز وضع الإستراتيجيات لمواجهات الأزمات أياً كانت، والتنبؤ بما يمكن أن يحدث قبل وأثناء وبعد الأزمة، وقراءة سيناريوهات المستقبل برؤية علمية صحيحة سياسية واقتصادية وبيئية وفكرية وعسكرية وغيرها، ومن ثم رفعها للجهات المختصة لتلافي وقوعها ومعالجة آثارها والاستفادة من إيجابياتها إن وجدت وتوظيفها التوظيف الأمثل لمصلحة الوطن.
ومثل هذا التصور جزماً سيوحد الرأي العام، ويبعد التأويلات، ويقطع دابر الشائعات، ويخفف الضغط على الوزارات والإدارات التنفيذية ذات الصلة بالأزمة أياً كانت.
واليوم يتجدد الطرح ولاسيما نحن نحتاج إلى الاستشعار والتنبؤ قبل أي أزمة لتفاديها أو تقليل مخاطرها عند وقوعها.
ليس في هذا الطرح تقليل من شأن ما يبذل من جهود جبارة على جميع الأصعدة وفي جميع مناطق المملكة لمواجهة فايروس كورونا (وقايةً وعلاجاً) أو لحماية حدودنا الوطنية من قبل قوانا العسكرية ومن ثم ضمان استمرار نعمة الأمن في ربوع بلادنا الغالية، أو لمعالجة أزمة أسعار النفط من لدن أهل الاختصاص في الشأن الاقتصادي، وقل مثل ذلك عن الأزمات القانوينة أو السياسية أو الفكرية أو الاجتماعية أو الإعلامية ولكن الرؤية العلمية المتخصصة ترى أن جمع كل هذا التنوّع تحت مظلة رسمية واحدة سيتيح إيجاد المفاتيح المشتركة في كل أزمة، وسيتمكَّن المختصون المتفرِّغون للرصد والمتابعة والدراسة والتحليل من بحث الخيوط الرفيعة التي تربط بينها جميعاً، ومن ثم رسم الإستراتيجيات الوطنية الناجزة وتحديد التحرك بها زماناً ومكاناً وحالاً للحصول على هامش إيجابي أكثر أو على الأقل تقليل مساحة المخاطر والسلبيات المتوقّعة وتقليل الجهد والوقت والمال في حال عملت كل جهة ذات صلة مباشرة بالأزمة وحدها، وعرض الأمر في النهاية على أنظار متخذِ القرار للتوجيه بما يراه حيال ذلك.
إن ثقتنا بالله عزَّ وجلَّ ثم بقيادتنا العازمة الحازمة الحكيمة ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين تجعلنا على يقين وثقة بأننا -بإذن الله - سنتجاوز كل أزمة، وسيكون لنا في طيات المحن منح، ومع العسر يسرا ولكنها تحتاج منا نحن المواطنين للتعاون والتكاتف والانصياع للأوامر، والإكثار من الدعاء وصدق التوكل على الله.
أسأل الله عزَّ وجلَّ برحمته وفضله أن يعجل برفع هذا الوباء عن بني البشر ويدفع هذه الغمة عن بلادنا المملكة العربية السعودية وبلاد المسلمين والعالم أجمع، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.