سهوب بغدادي
فيما يعاني غالبية الطلاب هذه الفترة من صعوبة المذاكرة خاصة مع الظروف الصحية الراهنة في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد، الذي غير اعتبارات عديدة في حياتنا اليومية. في حين يعاني يعبر الطلاب والطالبات عن إحباطهم المتواتر نتيجة اختلاط نمط التعليم وتحوله من نظام متكامل بين التعليم التقليدي والإلكتروني إلى النوع الأخير فقط، حقاً، إن عدم الاعتياد على نمط وأساليب التعليم قد يشكِّل عقبة أمام تحصيل الطالب ومدى فهمه ومعالجته للمعلومات، كما حبا الله كل شخص عن الآخر بنوع مختلف من الذكاء والذاكرة، لذلك ليس من المستغرب أن تتصاعد الشكاوى في هذا الخصوص. من هنا، حرصت القيادة الحكيمة على مساعدة الطلبة لتجاوز هذه الأزمة بكل يسر وسهولة، بإيجاد الآليات الواضحة والعادلة، فالكل سينجح بإذن الله تعالى، حيث عبر الطلاب عن مدى سعادتهم وامتنانهم بهذا القرار. من هذا النسق، يستحسن أن تتسابق الكيانات التعليمية وخاصة في التعليم العالي بالحرص على تطبيق وتفعيل هذه القرارات لجعل العملية التعليمية تمر بسلام و نجاح. أعلم أن من يده في الماء ليس كمن يده في النار، باعتبار أنني تركت مقاعد الدراسة منذ ما يقارب الخمسة الأعوام، لكنني أثق كل الثقة في أبنائنا الطلبة وقدراتهم فلقد رأيت ما يسَّر الخاطر من تميز في مجالات العلوم و الآداب المختلفة فضلاً عن النطاقات الإبداعية، إن الطالب الآن ليس مجرد متلقي، بل أول عنصر مشارك في تغذية وإثراء العملية التعليمية ولمست الفارق من تعاملي مع مختلف أعمارهم سواء كانوا من التعليم العام أو العالي على حد سواء، في الوقت الذي نتذمر من العولمة وآثارها السلبية، نجد أن للعولمة أبعاد إيجابية تباعاً على مدارك الطلبة ووتطلعاتهم للعملية التعليمية ككل. فكل شيء سيصبح على ما يرام بفضل من الله ثم بالتماشي مع رؤى قيادتنا في جميع النواحي. ونسأل المولى أن يزيل ويكشف الغمة عن الأمة والعالم أجمع لننعم بحياتنا السابقة ولكن بشكل أجمل وأكثر امتناناً. نصيحة لكل طالب: لا تذاكر وتجعل الهدف من التعليم كسب الدرجات فقط، بل ذاكر للاستذكار واستحضار ما تعلّمت في حياتك المستقبلية ونفع الآخرين بعلمك.
(كلما اعتقدت أنني تعلّمت شيئاً، اكتشفت أنني أجهل أضعافه).