تابع الوسط الرياضي والجماهير الهلالية بشكل خاص إعلان جامعة الملك سعود طرح ملعب الجامعة للاستثمار بعد أن شارف العقد الحالي على الانتهاء، حيث أمضى نادي الهلال ثلاث سنوات بين جنبات هذا الملعب سطَّر خلالها ملاحم كروية خالدة كان أهمها انتصاره في ذهاب الدور النهائي لدوري أبطال آسيا 2019، حيث وضع القدم الأولى على منصة الذهب القاري.
لقد ولَّدت هذه الفترة التي عاشتها الجماهير الهلالية في هذا الملعب حالة من الارتباط العاطفي حتى إنهم أصبحوا لا يتخيلون فريقهم وهو يلعب في الرياض خارج أسواره.
ونحن ندرك حقيقة أن مسيري الزعيم من إدارة وداعمين ورعاة للنادي لن يتوانوا عن السعي في المحافظة على هذه المكتسبات الهلالية وذلك بتمديد العقد وخصوصا أن الهلال أصبح مثل يحتذى به في العمل المؤسسي المنظَّم وتناسب هذا العمل مع تقاليد هذا النادي وشعبيته الجارفة وطريقة تفكير جماهيره التي أصبحت مثاراً للإعجاب في الوطن العربي.
لكني هنا أود طرح فكرة تتعلَّق بإيجاد ملعب خاص بالنادي وأنا أعلم أن هذا الأمر يمثِّل حلمًا بالنسبة للأمة الهلالية وهو كذلك بلا شك هدف من أهداف الإدارة خاصة إذا ما علمنا أنها قدَّمت عملاً استثمارياً مميزاً يؤكّد قدرتها على المضي في هذا الملف وتحقيق أحلام هذه الجماهير.
هنا أتساءل لماذا لا يتم طرح هذا المشروع على جماهير الهلال؟!
أثق تماماً أننا لو قدَّمنا مشروعاً متكاملاً لهذه الفكرة فسوف يتكفَّل الجمهور الهلالي بإنجاحها، فعلى سبيل المثال لو فتحنا المشاركة بسهم قيمته 1000 ريال لكل مشجع مقابل قميصين للنادي وبطاقة (عضوية مشجع مؤسس لملعب النادي) فسيتهافت عشاق الزعيم عليها وسيفتخر بالقميصين والبطاقة وسنحتاج فقط لـ200.000 مشجع سيقدمون 200 مليون لإنشاء الملعب، على أن يتكفَّل راعٍ بتأمين القمصان، ويمكن أن يكون السهم بمبلغ أقل مع مميزات مناسبة لنضمن مشاركة أوسع، أو أن يمنح المساهم 3 تذاكر أو أكثر لحضور مباريات في ركن مميز من المدرجات يُسمى «ركن المساهمين» بحيث يستوعب هذا الركن من 500 إلى 1000 مشجع ويُجهَّز بطريقة تختلف عن باقي المقاعد، ويكون الحضور بحسب أولوية الحجز للمساهمين، ويمكن أن يستمر هذا العرض حتى تتم تغطية كامل قيمة المشروع. كما يمكن طرح هذا المشروع على الرعاة بتمويله أو المشاركة في التمويل مقابل إعلانات لهذه الشركات في جنبات الملعب وشاشته الرئيسية.
هذه مجرد أفكار وهناك الكثير من الأطروحات التي يمكن أن تساهم في تحفير الجماهير والتي أثبتت أن تعلقها بفريقها لا يمكن وصفه ولديها الاستعداد للمساهمة بشكل كبير في تقديم ما تستطيع من أجله، ولا أدل على ذلك من مبادرة (ادعم ناديك) والتي تصدرتها جماهير كبير آسيا وقدمت الملايين بلا مقابل محبة وعشقًا على الرغم من أنها لم تكن تعلم عن كيفية استفادة النادي من هذا الدعم، أما إن كان هذا الأمر سيدار بطريقة واضحة وشفافة إضافة لما سيتمتع به المشجع الهلالي من مميزات وكذلك الفرصة التاريخية في المساهمة في إنجازات ناديه فإني لا أشك أن هذه الأمواج الهادرة من جماهير الموج الأزرق لن تتأخر في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، خاصة أن هذا الكيان الكبير قد عوّدنا على صنع المعجزات.
إن تبني مثل هذه الأفكار سيخلق تنافساً كبيراً بين أنصار الأندية للمساهمة في تحقيق منجزات لأنديتهم خاصة في هذه المرحلة والتي تقدم فيها الدولة ممثلة في وزارة الرياضة دعماً كاملاً للقطاع الرياضي بمتابعة شخصية من سمو وزير الرياضة في تطبيق رؤية 2030 و تحويل الملاعب إلى بيئة جاذبة.
** **
د. نايف الحمد - الجوف
@NF_Alhamad