خلال هذه الفترة شاهدت بعض فئات المجتمع من (المتدينين، والمختصين في علم الطاقة، والمهتمين بالتنمية البشرية، والمهتمين بالطب البديل وخبراء التغذية) ينشرون طرق الوقاية والعلاج من فيروس كورونا، كلاً بطريقته الخاصة وحسب ما يفكر فيه ويعتقده، حتى أن البعض يجزم بنسبة (100 %) أن طريقته التي يسوق لها هي العلاج ولا غيره، والبعض اتجه إلى أنها سبب بمعنى قد يعطي نسبة تتراوح من (1 - 99 %) من صحة علاجه.
وبالرغم من أني أحب الاطلاع على جميع الأفكار والمعتقدات دون تطرف أو تحيز أو سخرية إلا أني سوف أكون صادقاً مع نفسي واجعل نسبة تطرفي (10 %) لأكون أكثر واقعية، وسوف أشارككم بعضاً من الوقاية والعلاج:
الفئة الأولى الأشخاص المتدينون: سواء كان مسلماً أو بوذياً أو نصرانياً.. وغيرهم: فأغلبهم اتفقوا على أن (الدعاء) هو المنقذ من كورونا وكلاً يقوم بالدعاء حسب ما يحتم عليه دينه، وبعض من يدعي أنه من المسلمين أخذ منحنى آخر وبدأ يتوسل بالأضرحة حتى أنه وصل إلى مرحلة الشرك بالله، كما أنهم قاموا بنصح الدول التي انتشر فيها الوباء بالقدوم إلى هذه الأضرحة للشفاء.
والفئة الثانية المختصون في علم الطاقة: يوجد من اقتنع بأن العلاج يكون (بالتاي تشي): هو أحد فنون الدفاع عن النفس نشأ في الصين بالقرن الثالث عشر وهو يمارس في وقتنا الحالي على أنه تمرين يجمع ما بين الاسترخاء والتنفس وحركات التوازن، وفيه من أخبرنا أنه يمكن درء خطر الإصابة بالفيروس (باليوغا): وهي رياضة ذهنية تعتمد على التركيز والاسترخاء وتزيد المناعة... وغيرها من طرق التأمل والاسترخاء.
أما الفئة الثالثة خبراء التغذية: أخبرونا عن تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل (الأسماك والمحار واللحوم الحمراء والسبانخ والبقوليات والمكسرات)، إضافةً إلى الكركم لأنه يحتوي على مضادات للالتهاب، والبيض الذي يحتوي على أكثر من 20 نوعاً من الفيتامينات والمعادن، والشاي الأخضر، والثوم، والزنجبيل، والبروكلي، والكيوي.
الفئة الرابعة مختصو التنمية البشرية: كانت فكرتهم بأن تضع لنفسك مساراً لحياتك بوضع رسالة في الحياة دون الالتفات والتركيز على هذا الفيروس، مثل أن يكون لك مسار في (المحبة): كلنا نحب بعض دون تفرقة بغض النظر عن الجنسية أو الشكل أو المستوى، أو مسار في (السلام): ألا نلجأ إلى العنف ولا التنمر لأن التنمر يخفض جهاز المناعة، أو مسار (التنوير): يعني عندي وعي وفكر ومعرفة بهذا الفيروس بحيث أفهم ما يدور حولي ولا انجر خلف السياسيين والاقتصاديين وأصحاب الأزمات... وغيرها.
الفئة الخامسة الأطباء الشعبيون أو الطب البديل: يوجد من استخدم التبخير بحرق أعشاب (الحرمل) كما أمر رئيس تركمانستان شعبه بمكافحة كورونا بهذه العشبة، أو (الحساء البني): وهو عبارة عن (20) عشباً طبيعياً مختلفاً وهو ما روج له من قبل الإدارة الوطنية للطب الصيني، والبعض ادعى بأنه يملك خلطات عشبية تقتل الفيروس في يوم لكن لم يفصح عنها.
الفئة السادسة المعارضون: يكون بعدم صنع لقاح للفيروس وجعل الجسم يقاومه، وتعتمد نظريتهم أن تقوم بضبط وضعك مع الطبيعة، فهذا الفيروس أتى كي يقوم بضبط الطبيعة فلا تتدخل بصنع لقاح دع جسمك يتعامل معه ويقاومه، عشان تكون الفكرة أوضح مثل ما يحدث مع الفيضانات والسيول عند القيام بالبناء أو محاولة العبث في مسار السيول أنت قمت بخطأ وحاولت أن تقاوم وتغير الطبيعة.
وكل فئة تتحدى الفئة الأخرى بأنها تملك العلاج وتسخر منها، المتدين يسخر من أصحاب الطاقة وأصحاب الطاقة يسخرون من الطب البديل وأصحاب الطب البديل يسخرون من أصحاب التنمية البشرية.. أما الفئة السابعة هم الذين يسخرون ويستهترون بالجميع: هذه الفئة لا تعتقد بأن فيروس كورونا موجود وجميع ما نشاهده لعبة سياسية، حتى أن البعض لم يقتنع إلا عندما أصيب به، والبعض وصلوا لمرحلة العناد والقيام بالسلام على من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم ليثبت لنا أنه لا يوجد فيروس.
على أي حال، قد نستفيد من جميع الأفكار والمعتقدات أو على الأقل قد نتقبل ما يفعلون ولا نصل إلى نسبة تطرف (100 %)، باستثناء من يشرك بالله، ومن أخذ موضوع كورونا بسخرية، لأنهم أخطر الناس على المجتمع بسبب نشرهم للفيروس بطريقة غبية، لذا أعطيت نفسي في البداية (10 %) من التطرف.
وأخيراً لا حاجة بأن أذكرك بنصائح وتعليمات وزارة الصحة لأنها معروفة لدى الجميع.