عبد الله باخشوين
هي (نظرة لا إرادية).. تتم رغماً عن (العين) التي ترسلها إليك.. أو رغماً عن إرادتك ترسلها من عينين (مفنجلتين) لوجه (ما) وتكون (أحسن حالاً) إذا لم يلحظك من (مضيت) تحدق فيه.
في رحلة مع صاحبي جلسنا في أحد المطاعم (الراقية).. ثم وفيما نحن (نأكل) شعر صاحبي بالقلق وترك (اللقمة) وقال:
- ماني عارف آكل..!!... و:
- خير... !!.. قال:
-اللي جالس قدامي ما نزل عينه عن وجهي…!؟
التفت للرجل.. فوجدت أنه غارق في (حالة التحديق اللاإرادي)
وضحكت بطريقة لفتت انتباه البعض... وقلت:
- أتعوذ من إبليس وكل.. ترى الرجال مو شايفك..؟!
غير أنه لم يقتنع لاستمرار تحديق الرجل فيه.. وعافت نفسه الطعام خوفاً من (الحسد).
في رحلة أخرى.. ومع صديق آخر.. انعكست (الحالة).. ففي لحظة (ما) شعرت بانزعاج المرأة الجميلة والرجل الذي يجلس بجانبها.. وبطريقة لا شعورية نظرت لصاحبي فوجدته يحدق فيهما باستغراغ من لم يكن يرى (ما كان يحدق فيه).. وضحكت أيضاً ولكزته وقلت:
- ها خير.. فين (طارت عينك وعلى مين حطت)…قال بنوع من الهبالة:
- هاه... لا والله بس سرحت شوية... !؟
اضطررت أن أشرح له (الحالة)... قال باستغراب:
- والله ماني شايفهم..!؟
وكنت متأكداً من صدقه..ولم أجد حلاً سوى أن أطلب منه الذهاب (للحمام) وتبادل المقاعد عندما يعود.. وفعل وأراح واستراح.
هذه الحالة (الغريبة) تشبه حالة (البغل أو الحمار) إذا (حرد) أحدهما نتيجة ثقل الحمل الملقى على ظهره (وقد رأيت ذلك أكثر من مرة في طفولتي)... تراه (متربساً) لا يتزحزح (ولا حتى شبر).
يضربونه بقسوة... يتكدسون خلفه ويدفعونه... لكنه لا يتحرك.. يظل حاله هكذا إلى أن يطلب أحدهم تخفيف (الحمل) عن ظهره.... وبعدها تراه يسير راضياً. أما في حالة (البشر) فتكون (المصيبة) عندما تستقر (عينا) أحدهم على وجه أو (صدر) امرأة تجلس مع زوجها وأطفالها في أمان الله.. فـ(ينغص) عيشتها ويصيبها بحالة اكتئاب وخوف. اكتئاب من قلة أدبه وخوف أن يلحظ زوجها وتتسبب في نشوب معركة بالأيدي أو حتى كلامية تفسد عليها ذلك المساء على أقل تقدير. وطبعاً أهون ما يحصل معي من (حالات التحديق) عادة ما أكون مع أحد أبنائي.. حيث أسمعه يقول بضيق:
- اشبك يا بويا تطالع فيا.. فيه حاجة... تبغي تقول حاجة...؟!... وأتنبه وأقول ببلاهة:
- اش تقول...؟!... فيرد بحنق:
- من ساعة ما جلست ما شلتْ عينك عني... أقلقتني...!؟ فأضحك وأقول:
- يا ولدي سامحني.. والله سرحان ماني شايفك.