د. خيرية السقاف
تتوالى المواقف الملهمة التي تؤديها وزارة الصحة تنفيذاً، واجتهاداً لمواجهات تداعيات الجائحة الراهنة، ونظام «منع التجول» العام، وحظره في جهات من اتجاهات الوطن، فإلى جانب وجود جميع طواقمها في الميدان، فهي تقدِّم الخدمات الفورية، والمثالية عن طرق كثيرة وسريعة ونافذة بدأت بالرقم 937، حيث يتم الرد السريع، ويقدم الإجابة الشافية في اللحظة، ثم فتح جميع مرافق الوزارة مع القطاعات الخاصة، بأهليتها الطبية والتمريضية، والاستشارية، والمختبرية، والدوائية، والرقابية، والمتابعة في أجمل وأنفذ صور تذهل القريب المباشر المتفاعل، وتحيِّر البعيد الذي يعيش في الأزمة ذاتها ولا يجد كل هذا الذي تهيأ للمرضى باختلاف حالاتهم العاجلة والمستديمة، سواء متعلِّقة بالوباء أو بأخرى..
إلى جانب ما اتخذته من تضافر مع الجهات الأمنية، والاجتماعية لتقديم تفصيل يومي في نشرة خاصة بالوضع لحصر عدد المصابين، وحالاتهم، والكشف عن المحتجزين للمتابعة، ومن تعافى، ومن قضى الله عليهم بالأجل..
هناك أيضاً منصاتها الافتراضية، ورسائلها الفورية للتوعية التي لا تمر ساعة دون أن يتلقاها كل حامل لهاتف..
ما يسترعي الانتباه، ويدعو للابتهاج، ويوطد الإحساس بالاطمئنان أن مع كل ما يشغل أجهزة وزارة الصحة في الوقت الحالي في شأن «كورونا المستجد-كوفيد19» إلا أنها تقف على قدم وساق للاستجابة لأي نداء يصلها من المنازل، فهي لا تحرك له شخصاً، بل طاقماً طبياً إسعافياً يعالج الحالة، فإن استدعى أمرها نقلته إلى المصحة ليتلقى العلاج فوراً دون أي مقابل مادي، ولأية طوارئ مرضية دون استثناء.. مع هذا الضغط المرافق للوباء حرصاً على سلامة الأفراد، وتحقيقاً لمبدأ الإنسانية القائم بين القائد وشعبه: «الإنسان أولاً»..
بكل ما أوردته من إيجابية وزارة الصحة في الموقف العصيب الذي تمر به البشرية، ولحق بوطننا الغالي، وبالكثير الذي أعلمه وقد سهوت عن ذكره، وبالذي لا أعلمه ولم أشر إليه هنا،
يبقى الاعتراف واجباً لهذه الوزارة التي تفوَّقت على إمكاناتها، وتجلَّت في الموقف، وتميَّزت عن أية جهة صحية في العالم، والتحيَّة لوزيرها العين التي تسهر د. توفيق الربيعة، ولكل المنتمين إليها؛ الأيدي التي تطبِّب وتعالج، وتواجه وتبذل، ومن قبل وبعد للقائد الفذ الذي على رأس القائمة، ولولي عهده، ولحكومته التي تبادرت كل مرافقها، ومؤسساتها لمواجهة الوباء بهمة، وأداء فاقا التصور؛ حفظهم الله.