محمد الشهري
من الطبيعي أن يُحدث التوقف الاضطراري المفاجئ للنشاط الرياضي حالات من اللغط، ومن التباين في كيفية التعايش مع الموقف.. وكذلك التباين في الرؤى لما بعد الأزمة.. واختلاط حابل الأمنيات بنابل التوقعات، كل بحسب حاجته أو أمنيته أو نظرته.
الشيء الوحيد الذي يعتبر سيد الموقف هو (الحيرة)، سواء على مستوى الإعلام والجماهير والمراقبين، أو على مستوى مصادر القرار محليًّا وقاريًّا ودوليًّا.. فلا يعلم أحد متى سيرفع الله هذه الغمة إلا هو سبحانه وتعالى.
شخصيًّا لدي إحساس عميق بأن موسمنا سيستكمل -بحول الله وقوته- بأي شكل من الأشكال؛ ليقيني بأن مكاسب استكمال الموسم أكثر بكثير من مكاسب إلغائه، هذا إن كان لإلغائه أية مكاسب أصلاً.
صحيح أن هناك فئة مستفيدة من إلغائه لو تم ذلك.. وهي التي تُكثر (الدندنة) هذه الأيام حول الحاجة إلى فترة إعداد طويلة، تسبق عملية استئناف النشاط حسب مزاعمهم.
التذرع بمسألة الضعف اللياقي، وانعكاس ذلك على أداء اللاعبين عند العودة لممارسة النشاط الرياضي -إن شاء الله-، لا يكفي كمبرر لإلغاء الموسم؛ ذلك أن عشرة أيام كافية لإعداد الفرق؛ فجميعها تعرضت للمشكلة نفسها؛ وبالتالي تكافؤ الفرص مكفول للجميع. هذا عدا أنه ليس بالضرورة أن تعود الفرق وهي في أوج قوتها الأدائية والبدنية على اعتبار أننا نعيش أصلاً آخر مراحل الموسم، ولم يتبقَّ منه سوى (8 مباريات). بل إن التوقف كان فرصة لالتقاط الأنفاس، ومعالجة المصابين.
معلوم أن فئتين هما اللتان تتمنيان إلغاء الموسم: الأولى: هي المهددة بالهبوط؛ وبالتالي فإن من شأن إلغاء الموسم أن يضمن لها البقاء في الممتاز لموسم آخر. وهذه يمكن تفهُّم رغبتها.
الفئة الثانية: هي فئة عجيبة في طموحاتها وأمنياتها منذ الأزل؛ فهي تتمنى إلغاء الموسم لا لشيء إلا لأنها تعتبر ذلك أحد منجزاتها؛ وبالتالي حاجة المنجز إلى (خِرْقَة). فسبحان مقسم الأرزاق والأخلاق والعقول.
أسأل الله -جل في علاه- أن يرفع الغمة عن عباده؛ فهو على ذلك قدير، وبه جدير.