أصبح فيروس كورونا الجديد حديث العالم في محاولة لوضع حد للانتشار السريع لهذه الجائحة. عادة خلال هذه الأوقات الصعبة، تتولد لدى المجتمعات آثار نفسية تصاحب البعض على المدى الطويل والقصير. ومع انتشار الفيروس، يواجه العديد منا كثيراً من الضغوطات التي قد تولد آثاراً سلبية على المستوى النفسي والجسدي أيضاً. وعليه، يتزايد هذا التأثير بالتزامن مع العزل المنزلي، الدراسة المنزلية، تأثر الدخل المادي للأسرة، والنزاعات الأسرية المصاحبة.
بالنسبة للأطفال، فإنه من المرجح أن يواجه العديد منهم تهديدات متزايدة على سلامتهم وأمنهم من خلال إساءة المعاملة بكافة أنواعها من خلال الضغوطات المتولدة في هذه الظروف الصعبة. وبالتالي، فإن للمجتمع دور كبير في المراقبة والإبلاغ عن حالات العنف التي قد تتعرض لها هذه الفئة الغالية. ويجب علينا أن نتذكر دوماً واجبنا الإنساني تجاههم بإبلاغ مراكز الحماية عند الاشتباه.
في العشرين من شهر مارس، نشرت اليونسيف مقالاً حول حماية الأطفال أثناء جائحة فيروس كورونا. استشهدت المقالة بحوادث سابقة صاحبت انتشار بعض الجوائح في بعض المجتمعات والتي صاحبها ازدياد مضطرد في معدلات الإساءة والاستغلال للأطفال. على سبيل المثال، بين عامي 2014 - 2016 وأثناء تفشي مرض إيبولا في غرب أفريقيا، ساهم إغلاق المدارس في تلك الفترة بتزايد في توظيف الأطفال واستغلالهم، وتزايد في حالات الإهمال والإساءات الجنسية بالإضافة إلى تسجيل العديد من حالات الحمل بين المراهقات.
بناء عليه، يجب على الدول والجهات الحكومية والسلطات المحلية اتخاذ تدابير ملموسة لضمان حماية الأطفال من العنف والاستغلال المصاحب لهذه الظروف. من هذه التدابير على سبيل المثال لا الحصر:
- تدريب العاملين في مجال الحماية حول كيفية مواصلة الدعم لهذه الفئة خصوصاً في مثل هذه الأوقات.
- نشر الوعي المجتمعي حول الآثار النفسية والعنف الذي قد ينتج خلال هذه الأزمات.
- توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لطرح الفكر التوعوي حول هذا الموضوع والتواصل والمناقشة وتقديم الحلول الممكنة وطرق الوقاية.
- توفير الدعم اللازم بكافة أشكاله المادية والعينية والمعنوية.
أخيراً، نشرت منظمة الصحة العالمية بعض النصائح الموجهة للآباء والأمهات حول كيفية التعامل مع الأطفال في مثل هذه الظروف ومنها:
- أهمية القرب من الأطفال وخلق بيئة آمنة وأجواء إيجابية داخل المنزل خصوصاً مع تغير الروتين اليومي والعزلة المنزلية.
- استغلال الوقت والعزل المنزلي في خلق روتين يومي جديد ومفيد لكافة أفراد الأسرة.
- تخصيص وقت شخصي للهدوء ومعالجة الضغوطات.
- أخيراً، كن مستعداً للحديث عن فيروس كورونا بأسلوب ومعلومات مناسبة للأطفال.
** **
- استشارية طب الأطفال ورئيس قسم الحماية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض