رقية سليمان الهويريني
تعج وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية المختلفة بالأنباء الزائفة والشائعات المغرضة والقصص المفبركة، وبعضها يكون هدفه الدعابة وكثير منها للتشويش أو التحريض.
ولست أعلم ما هي الوسيلة المناسبة لكبح تداول تلك الأخبار الكاذبة التي تعاني منها حتى الدول المتحضِّرة، لدرجة دفعت علماء في جامعة كامبريدج إلى السعي لتطوير «مصل» للوقاية منها، حيث طوّرت دراسة فريدة تم إعدادها في الجامعة تحوي أدوات سيكولوجية يتوقّعون أن تكون كفيلة باستهداف المحتويات الزائفة. ويصف البروفيسور ساندر فان دير ليندن من جامعة كامبريدج بأن الأخبار الزائفة لزجة، وتنتشر وتنتقل كالفيروس.
وعلى المستوى العالمي، فإن تلك الأخبار المتعلِّقة بفيروس كورونا تجتاح العالم وتحمل الكثير من المغالطات وتثير القلق. كما على مستوى الأمن القومي تنتشر إشاعات حول فراغ الأرفف من المواد الغذائية، وكذلك تُشاع معلومات خاطئة حول بعض المنتجات الغذائية ودورها في الوقاية من الفيروسات مما يجعل غالب المستهلكين ينكبون على شرائها حتى لو تم نفي الإشاعة!
وأجزم أن أنجع وسيلة لمحاربتها هو استمرار التوعية من خلال رفض الأخبار السلبية والكاذبة وتفنيدها ووقفها، وبذلك نساهم في رفع مستوى التفكير الاجتماعي، ويمكن من خلالها مساعدة الناس على بناء المقاومة للمعلومات الزائفة، وزيادة المناعة النفسية، مع ضرورة تنبيه المرسل للإشاعة برفضك لها، وسعيك لمحاربتها وعدم موافقتك عليها، وأن إرساله الإشاعات أو نشرها ما هو إلا استخفاف بعقلك واستهتار بفكرك، مع طلب التعاون معه على وقفها والتماس مشاركته والتكاتف معاً لمكافحتها، وبالمران سيستطيع التعرّف عليها ووقفها عنده فلا تنتشر.
ومجتمع تنتشر به الإشاعات هو مجتمع مريض بفيروس الشك والريبة، ويحتاج لتطعيم بلقاح الوعي والثقة!