إعداد - أحمد عزو:
مع دخول الوباء العالمي «كورونا المستجد» منعطفاً خطيراً بازدياد ضحاياه، ازداد الطلب على الأجهزة الطبية والأدوات الخاصة بمكافحته والوقاية منه، حتى وصل إلى مرحلة غريبة بأن تطلب الدول المنتجة أصلاً لهذه المستلزمات الطبية، تطلب استيرادها من دول أخرى بسبب نفادها من الأسواق والمصانع ومنها على سبيل المثال الصين وبعض دول الآسيوية وكذلك الأوروبية كإيطاليا.
ابتكر مختصون طريقة جديدة لإنتاج المستلزمات الطبية هذه، عن طريق الطباعة الثلاثية الأبعاد، وكانت إيطاليا قد دخلت هذا المجال مع ازدياد تفشي المرض بشكل واسع وبالتالي ازدياد الطلب على المستلزمات الطبية الخاصة بمكافحته. وقد تم إنتاج كمامات واقية بهذه الطابعات الخاصة، وكذلك صمامات خاصة لأجهزة التنفس.
يقول المهندس «أليساندرو رومايولي» العامل في شركة متخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصريح لوكالة فرانس برس: «لقد تلقينا اتصالاً من صحيفة بريشيا التي أطلقت نداء استغاثة من جانب مستشفى في مقاطعتنا يسأل عما إذا كان من الممكن طباعة صمامات «فنتوري» بالأبعاد الثلاثية».
وبريشيا التي يتحدث عنها تقع في مقاطعة لومبارديا (شمال)، وهي أكثر المناطق الإيطالية تضرراً جراء تفشي الوباء. وقد اضطرت المستشفيات في هذه المنطقة إلى اتخاذ قرارات صعبة وقاسية بشأن المرضى الذين ينبغي عليها مدهم بالمعونة الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم وأولئك الذين ستضطر إلى إعادتهم لمنازلهم في ظل النقص في الأسرّة والأطباء والتجهيزات.
وأضاف رومايولي «توجهنا إلى مستشفى كياري وأنجزنا أول نموذج لصمام تبيّن في نهاية المطاف أن طباعته ليست بالبساطة التي كنا نعتقدها» بسبب هامش الخطأ الضعيف المتاح.
وأوضح المهندس الشاب في شركة «إيزينوفا» التي عادة ما تنتج أجهزة استشعار للزلازل وقطع غيار للدراجات الهوائية «لقد طبعنا أربعة نماذج أولية وجلبناها إلى المستشفى وقالوا لنا إنها تعمل بصورة جيدة بعدما اختبروها على مرضى مع نتائج ممتازة وقالوا لنا: إنها رائعة، نحتاج إلى مئة قطعة منها».
الطابعات الثلاثية الأبعاد أنقذتنا
لفت رومايولي إلى أن «الصمامات المستخدمة في المستشفيات يجب أن تحوز ترخيصاً بعد الخضوع لسلسلة اختبارات في الأوضاع العادية. في هذه الحالة، كان المستشفى في حاجة طارئة للصمام وقالوا لنا «لدينا مرضى من دون أكسجين بسبب النقص في هذه الصمامات، أي شيء تحضرونه لنا سيكون إضافة مرحّبًا بها».
وقال مدير المستشفى ماورو بوريلي في تصريحات أوردتها صحيفة «إيل فاتو كوتيديانو»، «لم نكن نعلم كيف نمد المرضى بالأكسجين، صمامات أجهزة التنفس كانت قد نفدت، لكن صنعها بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد أنقذنا». كذلك كيّفت شركة «إيزينوفا» أقنعة للغوص للتمكن من شبكها على أجهزة تنفس، فيما تحاول شركات عدة في إيطاليا اتخاذ خطوات مماثلة.
إلى ذلك تستخدم مكتبات عامة في ليتوانيا طابعات ثلاثية الأبعاد لإنتاج أقنعة واقية للأطباء وغيرهم من العاملين في الطواقم الطبية الذين يهتمون بالمصابين بفيروس كورونا المستجد.
وقال منسق المشروع «دوناتاس كوبيليوس» من المكتبة الوطنية الليتوانية: «إن 54 مكتبة عبر البلاد انضمت إلى الحملة هذا الأسبوع. وهي توفر للمستشفيات القريبة أقنعة حاجبة».
وأضاف أن المكتبات التي أغلقت أبوابها أمام الزوار خلال فترة العزل، تعتزم طباعة 1500 قناع حاجب في المرحلة الأولى من الحملة.
وسجلت مبادرات مماثلة من مختبرات جامعية وشركات هندسية ومواطنين عاديين في أماكن أخرى في أوروبا، خصوصاً في البوسنة وتشيكيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا.