عندما يطلب منك الحديث الانطباعي عن شخص بقامة معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة, الأكاديمي الأديب السياسي الدبلوماسي صاحب الخلق الكريم فبالتأكيد ستجد ربما صعوبة في التعريف به من خلال ما تعرف عنه والحيرة تنتابك عندما تبدأ الكلام فمن أين تبدأ الحديث هل عن رجل أكاديمي أم أديب أم سياسي أم صاحب مبادرات وطنية أم بجهود دبلوماسية ولذا فكل هذه الصفات قل أن تجدها في شخص كمعالي الدكتور خوجة ربما كان بنفس المكانة الدكتور غازي القصيبي -يرحمه الله- ولذلك أمثال هؤلاء الوزراء مازالت أسماؤهم ثابتة في أذهان الأجيال ترجمت ذلك بما يمتلكون من قدرات قد تكون غير عادية وهي المنطلق الذي جعل الدولة تثق فيهم مما جعلهم يتسنمون حقائب مهمة سواء في الداخل أو في الخارج. الدكتور خوجة رجل دولة بامتياز مواطن مخلص أديب مبدع متحدث لبق دبلوماسي حاذق يدعم نجاحاته في الداخل إذ كان أستاذاً في كلية التربية بمكة والتي وبمساهمة منه وبعض الرجال الذين عايشوا فترته تحولت إلى جامعة باسم أم القرى إلى جانب ذلك عمل في جامعة المؤسس بجدة ثم عمل وكيلاً لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية ومديراً عاماً لجهاز تلفزيون الخليج ثم وزيراً للثقافة والإعلام وفي الخارج عمل سفيراً للمملكة في تركيا ثم روسيا ثم لبنان وأخيراً في المغرب طبعاً هذه المواقع السياسية صقلت ما يملك من قدرة على تمثيل المملكة خير تمثيل لدى تلك البلدان وفي المجال التلفزيوني يحسب له افتتاح القناة الثقافية التي كانت متنفساً لتغطية فعاليات الأندية الأدبية والنشاطات الثقافية حتى تم إغلاقها كما دشن فيعه وزارته القناة الاقتصادية التي تعنى بالشأن الاقتصادي في المملكة تؤدي دورها حتى تأريخه والأهم من هذه وتلك تدشين أهم قناتين على مستوى الكرة الأرضية تتمثلان في قناة القرآن الكريم التي تبث برامجها من مكة المكرمة على مدار الساعة, وقناة السنة النبوية من المسجد النبوي الشريف على مدار الساعة, وجميعها جاء إعلان تدشينها في المؤتمر الثالث للأدباء بالرياض, برعاية الدولة ووجوده على رأس هرم الوزارة, بعد المؤتمر الثاني الذي عقد بمكة قبل عشرين سنة والمؤتمر الأول الذي عقد بمكة قبل 47 سنة من هذا العام واليوم, يمر عقد كامل على انطلاقة هذه القنوات التي نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته, أما في مجال الأدب فحدث ولا حرج فلديه نهم بالشعر الفصيح قوامه أكثر من 12 ديوان شعر وله عشراتلدراسات والبحوث والمشاركات التي ما زال صداها في أذهان المثقفين والإعلاميين والسياسيين في الداخل والخارج, وهو مدرسة متفردة في الدبلوماسية السعودية من خلال عمله في سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج بحكمته وسياسته الناجحة وحسن تعامله مع مواطني المملكة المغتربين وتذليل الصعاب أمامهم في البلدان التي عمل فيها, وبهذا فنحن أمام رجل جمع أطراف الإبداع حد الإمتاع في كل ما أوكل إليه من مهام وطنية عززتها ثقة ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية, الذين مثلهم خير تمثيل في الخارج وحقق نجاحات ملموسة في الداخل, مما جعل له محبين كثراً سواء في مقر العمل أو خارجه بتواضعه المعهود ومشاركاته في المناسبات الثقافية الذي جعل رصيده الاجتماعي يتنامى بين المواطنين عامة والمثقفين والإعلاميين على وجه التحديد.
** **
- د. عبدالله غريب