الجزيرة الثقافية - محمد المرزوقي:
فيما كانت صحيفة «الجزيرة» من أسرع المنصات الإلكترونية تفاعلاً مع حالة الشاعرة والكاتبة زينب غاصب، التي خضعت الأسبوع الماضي لعلمية جراحية، حيث عبرت «المجلة الثقافية»، عن مشاعر أسرة التحرير، المتعاطفة مع غاصب، داعية لها بالشفاء العاجل، وذلك تقديرًا واحتفاءً بما قدمته غاصب في المشهد الثقافي من إسهامات ثقافية شعرية، عبر مسيرة مع الكلمة الأدبية، والأخرى الإبداعية، إلى جانب مشاركاتها في محافل ثقافية ومنبرية، ومن خلال المهرجانات الثقافية ومؤسساتها الأدبية، إضافة إلى مشاركاتها في العديد من الفعاليات الثقافية خارج المملكة، وما أصدرته خلال مسيرتها الثقافية.
وفي تغريدة للكاتبة حليمة مظفر على حسابها في تويتر، قالت: أكون صريحة جدًا، الأستاذة زينب غاصب من الكاتبات السعوديات الأوائل، تقريبًا من الجيل الثاني بعد الرائدات، كتبت في عكاظ وفي الحياة وفي مجلة سيدتي، ومجلة اليقظة.. لسنوات، وهي شاعرة بارزة، ومنذ أسبوعين في العناية القلبية، لإجرئها عملية قلب مفتوح، ولم أقرأ خبرًا صحفيًا عنها؟! لماذا؟!
وقالت مظفر في تغريدة أخرى: لو كانت الشاعرة زينب غاصب من (مشاهير الفلس)، لكانت الصحافة بأشكالها المختلفة، كتبت عنها، كما تكتب عن سخافاتهم كل يوم! ولكنها أديبة وكاتبة سعودية محترمة، احترمت قلمها.. وثقافتها.. وسنوات عطائها.
وقد جاء تفاعل المغردين معقبين على خبر العارض الصحي، بالدعاء لغاصب بعاجل الشفاء، وبمزيد من العطاء الثقافي والشعري في مشهدنا المحلي، مشيدين من جانب آخر بمسيرة غاصب الثقافية، كاتبة وشاعرة، متسائلين في مجمل تفاعلهم عن ما يمكن وصفه باختلال معادلة التلقي بين شهرة مفلسة وبين القامات الثقافية والفكرية والعلمية في مختلف المجالات! وما ينم عنه تلقف الإفلاس بدءًا بالمتابعة، وانتهاءً بوهم أرقامه!
وبعيدًا عن حقيقة الشهرة، ومن هو المشهور، وما متطلبات الشهرة الحقيقة، والأخرى الافتراضية؟ وما يمكن أن تتفتت إليه هذه الظاهرة في شبكات التواصل تبعًا لمحددات علمية في المنهج والدراسة؟ وصولاً إلى قياسها للحكم عليها، ومن ثم القدرة على تعميم نتائجها، في دراسة مهنية في الإعلام ووسائط الاتصال، وبعيدًا - أيضًا - عن علاقات المشاهير بالمحتوى الذي يقدمونه، ونوعه، وعن حقيقة التلقي، ومداه.. وعن علاقتهم بالإعلام، وعن الكثير من هذه التفاصيل، فمنذ أن ظهر سؤال الباحثين في وسائل الإعلام والاتصال: مَن يؤثر في مَن؟! كان ولا بد أن يضع هذا السؤال «وسائل الإعلام»، أما التحديات المتدفقة وسائلاً.. ووسائط اتصال.. وتقنية.. ومعلوماتية..! وكان لابد ألا تنساق أي «وسيلة إعلامية» خلف «وسيط» مفلّس..!