إِلَى مَقامِ سَيِّدِي خادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلمانَ:
رِسالَةُ شُكرٍ لِمَوقِفِهِ مَعَ المَواطِنِينَ وَالمُقِيمِينَ فِي أَزمَةِ كُورُونا.
جاوَزتَ عاداتِ النُّفُوسِ وَأَبهَجَت
كَلِماتُكَ الحُسنَى قُلُوبَ النّاسِ
وَسَبَقتَ غَيرَكَ بِالفَعالِ فَأَزهَرَت
رُوحُ التَّفاؤُلِ فِي الرَّخا وَالباسِ
يا أَيُّها المَلِكُ المُعَظَّمُ قَدرُهُ
لا زالَ عَهدُكَ مُورِقَ الأغراسِ
عاجَلتَ ما نابَ الجَمِيعَ بِحِكمَةٍ
وَسَقَى زَمانُكَ مُجدِبَ الأنفاسِ
لَمّا دَهَى النّاسَ الوَباءُ وَأُزهِقَت
مِنهُ النُّفُوسُ بَرَزتَ بِالإِيناسِ
وَجَبَرتَ كَسرَ قُلُوبِنا بِعَقِيدَةٍ
تَرجُو الإِلَهَ بِصادِقِ الإِحساسِ
مِنّا المُواطِنُ وَالمُقِيمُ كِلاهُما
قَد جاءَهُ الخَبَرُ السَّعِيدُ يُواسِي
خَفَّفتَ عَنّا مِن حَمالَةِ هَمِّنا
وَحَفِظتَ أَحلامًا مِنَ الإِفلاسِ
وَشَرَعتَ قانُونًا يُنِيرُ حَياتَنا
يَكفِي الجَمِيعَ غَوائِلَ الأرجاسِ
فَالكَعبَةُ الغَرّاءُ طابَ مَقامُها
تَزهُو لِقاصِدِها بِخَيرِ لِباسِ
وَالمَسجِدُ النَّبَوِيُّ أَولَى حَمدَهُ
بِالقُبَّةِ الخَضراءِ بِالأقواسِ
كُلُّ البِلادِ تَعَلَّقَت بِحَدِيثِكُم
مَولايَ فِي أَمَلٍ بِدُونِ إِياسِ
فَليَهنِكَ الشَّعبُ العَظِيمُ مَلِيكَنا
بِالنّابِهِينَ وَمَعشَرِ الأكياسِ
صَمَدُوا وَما صَمَدَ البَلاءُ لِصَبرِهِم
وَمَضَوا بِعَزمِ كَتائِبِ الحُرّاسِ
رَبّاهُ قَد جالَ الوَباءُ بِأَرضِنا
فَاحفَظ عِبادَكَ يا رَجاءَ النّاسِ
وَاجزِ المَلِيكَ عَلَى صَنائِعِ فَضلِهِ
سَلمانَ ذا القَدرِ الرَّفِيعِ الراسِي
وَمُحَمَّدَ المُوفَى بَشائِرَ حِكمَةٍ
نالَت مَحامِدَها بِخَيرِ أَساسِ
هَذِي بِلادُ الخَيرِ قَد عَلِمَ الأُلَى
ما قدَّمَت لِلعالَمِ المُتَناسِي
سَتَظَلُّ حامِيَةَ العُرُوبَةِ قَدْرُها
قَدَرٌ يُضِيءُ بِنَيِّرِ النِّبراسِ
** **
د. عمر بن بشير أحمد صدِّيقي - عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم