مها محمد الشريف
في ظل الأزمة الصحية التي تخيِّم على العالم والضرر الناتج عن انتشار وباء فيروس كورونا والحالة الطارئة التي أصابت مفاصل الحكومات في الدول، أطلقت المليشيا الحوثية والحرس الثوري الإيراني الصواريخ البالستية على المدنيين الآمنين في العاصمة الرياض وجيزان في هذا التوقيت الذي يعبِّر عن التهديد الحقيقي لهذه المليشيا الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها.
من هنا يتوجَّب علينا أن نسلط الضوء على تأطير تلك الأفعال الإرهابية من الأمم المتحدة بهدنة الوباء كورونا، لن يكون تفسيراً لهذه الخطاب المضحك من منظمة دولية لعصابات مدعومة من دولة راعية للإرهاب وعليها عقوبات دولية، فلن نحجم عن اقتطاف إيضاحات مكرَّرة عن همجية وعدائية هذه المليشيات المدعومة من نظام متهالك، إلى حساب وعقاب كل معتدٍ أثيم، ليكف عن العبث مع دولة لها حقوق وواجبات على دول العالم كافة، ولها سلطة غير محدودة لحماية أمنها واستقرارها.
بيد أن الأمر منفصل تماماً عن هذا الاعتداء الهمجي، بل هو لم يستهدف المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين على أراضيها فقط، وإنما يستغل الظرف المؤرِّق الذي شمل وحدة العالم وتضامنه خاصة في هذه الأونة الصعبة والعصيبة وهذه المليشيا تتلاعب بالقرارات الدولية، وتؤقّت لهذا العمل الجبان برعاية أيدٍ خفية تعلّل تطور ومواصلة الأعمال الإجرامية ضد المملكة.
من أجل هذه الأسباب مجتمعة يتعيَّن علينا إحصاء انتهاكات الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي أطلقتها باتجاه المملكة منذ بداية العمليات العسكرية، حيث بلغت 307، فيما بلغ عدد الطائرات بدون طيار 338، إلى جانب انتهاكات المليشيا القانون الدولي الإنساني وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية جنوب البحر الأحمر وباب المندب، والأمم المتحدة «قلقة» من مخاطر كورونا على نازحي اليمن في حال تفشي الوباء بالبلاد بالتزامن مع تصاعد القتال في محافظات عدة بالأسابيع الأخيرة ولم تقلق عليهم من وباء الحوثيين المجرمين قطّاعي الطرق سالبي الممتلكات من الشعب اليمني.
في ذروة الأزمة الوبائية السائدة انبثق أولئك الثوريون من واقعهم الإرهابي الغارق في مستنقع النزاع العرقي المسيس، والذي تقوده إيران برؤساء عصاباتها المطلوبين من أمريكا بملايين الدولارات، ففي أقتم الأحداث يعيش الحوثي الجانب المظلم بروابط هشَّة مع العالم وأكثر إجراماً بوتيرة مستمرة، فثمة تساؤل أساسي، لماذا يسكت اليمنيون على خيانة الحوثيين وعدم مبالاتهم إلا بمصالح إيران؟ ولكن هذا شأن إيران تدفع بأذنابها وتحركهم إذا حاصرتها الأزمات، فهي الآن مطوقة بالعجز أمام وباء يقتل يومياً المئات ويصيب الآلاف، وعلى الصعيد الاقتصادي تعاني من انخفاض أسعار النفط والعقوبات المفروضة عليها، في محاولة يائسة لنقل المشكلة للخارج، لذا لا بد من اجتثاث هذا النظام المارق وميليشياته المجرمة.
ولكن السعودية لهم بالمرصاد ولن تقوم لهم قائمة بعد هذه التجاوزات المتعمدة، ومن المهم جداً ما جاء في قول المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي: بأن «هذا التصعيد من قبل المليشيا الحوثية لا يعكس إعلان المليشيا الحوثية بقبول وقف إطلاق النار وخفض التصعيد وجديتها في الانخراط مع الحكومة اليمنية بإجراءات بناء الثقة والوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الانقلاب، وإنما هو استمرار لإستراتيجية إيران بالتزييف والمماطلة لتعميق معاناة الشعب اليمني الشقيق وعدم امتلاك المليشيا الحوثية للإرادة والقرار في إنهاء الأزمة، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات البالستية لحماية المدنيين، وحماية الأمن الإقليمي والدولي».