فهد بن جليد
في الوقت الذي تشكل فيه خدمة المواطن في كل أنحاء العالم ضغطاً على الحكومات والمؤسسات الصحية في زمن (كورونا)، تقدم السعودية درساً كبيراً وعميقاً في حقوق الإنسان الحقيقة لناحية التعامل مع الإنسان (كإنسان) وفق الآداب والتعاليم الشرعية الإسلامية، والأخلاق والسمات العربية والسعودية الأصيلة في مثل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، ليس في ضمان سلامة وصحة مواطنيها (داخل السعودية وخارجها)، ولا في ضمان صحة أكثر من (10 ملايين) وافد ومقيم على أرضها يحصلون على العلاج بالمجان، بل تجاوزت كل ذلك لتقدم خدمة فريدة على مستوى العالم بضمان صحة وسلامة حتى (مُخالفي الإقامة) من المقيمين على الأراضي السعودية وبالمجان، لمواجهة هذه (الجائحة الفيروسية) التي غزت العالم وهدَّدت صحة الجميع، حفاظاً على النفس البشرية بصدق، وصون صحة وسلامة وكرامة الإنسان على أرض المملكة وترابها الطاهر.
هذه (اللفتة الأبوية) الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- والتي أعلنها وزير الصحة (للعلاج المجاني) للمواطن والمقيم والمُخالف لنظام الإقامة فيما يخص (فيروس كورونا)، الذي يشكل اليوم الخطر والمُهدِّد (رقم واحد) لصحة الإنسان في كافة أرجاء المعمورة، تستحق الشكر والثناء (كلفتة إنسانية) غير مُستغربة من قيادة المملكة العربية السعودية، وهي تؤكد للعالم صدق وسلامة المنهج السعودي في حفظ حقوق الإنسان ورعايته صدق الرعاية، والاهتمام بسلامته وحفظ كرامته دون تأخر أو حساب للمكسب والخسارة، في وقت نشاهد ونتابع فيه أخباراً مؤلمة وصادمة ومحزنة لتأخر كثير من الدول في رعاية مواطنيها صحياً لمواجهة هذه الجائحة، فضلاً عن الاهتمام وعلاج المهاجرين (غير الشرعيين) على أراضي تلك الدول في مشهد إنساني صادم ومحزن.
في هذه الأزمة الصحية أثبتت السعودية وقيادتها صدق المنهج، وسلامة التوجه، بالخطوات الاستباقية والإجراءات الاحترازية (المُكلفة مالياً)، عندما أرخصت المملكة كل شيء للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان على هذه الأرض (كإنسان)، وضمان حصوله على كافة حقوقه واحتياجاته (العلاجية والمالية) في هذا الظرف الصعب، لتقلب السعودية (الطاولة) في وجه منتقديها من الجهات والمؤسسات والهيئات المأجورة التي دأبت على انتقاد المملكة والافتراء عليها زوراً وبهتاناً، فالتاريخ سيبقى شاهداً على ما نعيشه اليوم من مواقف إنسانية رائعة، يصفق لها الغرب احتراماً قبل الشرق.
وعلى دروب الخير نلتقي.