د. خيرية السقاف
ببراءة الصبا كنا نخطط «لمقالب» ساخنة نوقع بها صديقاتنا, أو أحد أفراد أسرنا في يوم «كذبة» إبريل الأول منه, حتى إن واحدة من زميلاتي أشاعت عن موتي ذات أول إبريل مضى, فجئن بعضهن للعزاء راكضات..
كبرنا على مثل هذا حين اتسعت مداركنا, ووعينا ما لم نكن نعي..
هذا اليوم هو الأول من «إبريل» لهذا العام 2020م, ولعل هناك من سيشيع بإنجاز علاج فاعل للوباء النازل بأصقاع الأرض, أو لعل هناك من سوف يخبر بتعطيل منع التجول, ليخرج منهم من سيجد نفسه في ورطة دفع الغرامة, وتحمّل مسؤولية كسره للإجراء العام..
الناس دائماً يقفزون على حالاتهم الطارئة بسلوك طارئ..
«كذبة» إبريل ليست دعابة حسنة, وإن جلبت ما يشيع الضحك أحياناً, لكنها في المواقف الحاسمة قد تودي إلى البكاء!..
لا نأمل أن يبكي أحد بينما هو في موقف مسؤولية, وإنما نأمل أن يكون مدركاً لحركة تغيّر الأرقام, في تاريخ الأيام..
لاسيما هناك كثيرون يفضون بأن هذه الأيام التي نمر بها جعلتهم لا يميزون بين شمس يوم تشرق, وغروب آخر يحل, ذلك لأنهم لا يتحركون تحت فضاء الطرقات, ولا يمارسون جهد عمل..
مع أن آخرين يعدُّون الأيام بأسمائها, والساعات بمضمونها, ولا تغيب عنهم دقة ثانية, ولا خفقة وقت..
يدركون أنها الأيام التي يعيدون فيها صياغات كثيرة, لعادات مختلفة كانوا قبلها يمارسون الدعة, والاستهتار, والإفراط, والتجاهل, والاستغراق, والفرقة, والشتات..
اليوم الأول في إبريل, لكنه يوم ضمن أيام فيها الموقوفون عن التجول يواجهون أنفسهم بأسئلة تتوالى, ليتخذوا من عزمهم قراراً بضرورة الإجابة عنها صدقاً, لا كذبا..