د. محمد عبدالله الخازم
لست أجيد الكتابة في حدة أزمة الأحداث، وبالذات في مجال هناك من هو أعلم مني بتفاصيله. ينطبق ذلك على الأزمة الكونية، أزمة فيروس كورونا، والفضاء والأرض مليئان بالمعلومات حولهما. لكنني لا استطيع أن أمسك قلمي عن الفخر بملحمة الوطن في مجابهة هذا الوباء على المستوى الرسمي والشعبي. أبدأ بكلمة القائد لشعبه، الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي أتت في وقتها كبلسم يطمئن الناس حول وعي قيادتهم بعمق الأزمة ووضع نصبها أولاً وأخيرًا الإِنسان، المواطن والمقيم. لم تكن كلمة تستعرض الأرقام وتعدد حجم العمل والدعم المحلي والدولي الذي قدمته بلادنا، بل جاءت كلمة اطمئنان من قلب القائد إلى قلوب مواطنيه. لم يرعبهم ولم يسهل الأمر حد الإهمال، بل قالها بوضوح نحن نمر بأزمة سنعبرها معًا بحول الله وإرادته. أنا أثق بكم ومنكم استمد قوتي كقائد ومن رب العباد قبل كل شيء. هذه هي القيادة والزعامة المسؤولة التي منهجها الشفافية والتحفيز والدعم والمبادرة.
أما ولي عهده الأمير محمد بن سلمان فهو القائد التنفيذي الذي لا يزاحم بالتصريحات والكلام الإعلامي. عندما يكون القائد واثقًا من نفسه ومن عمله فإنه لا يهتم سوى بالإنجاز. مع التقدير لوزاراتنا وقطاعاتنا المختلفة، هل سألنا من يقود كل هذه (الأوركسترا) البارزة في تكامل الأدوار بين مختلف القطاعات؟ من يقود التكامل بين الصحة والأمن والتعليم والخدمة الاجتماعية والاقتصاد وغيرها؟ إنه قائد العمل الميداني بتفاصيله المتنوعة الذي كان وما زال يقوم بالمهمة باحتراف وتميز. إنه محمد بن سلمان الذي يمنح الثقة للوزراء والقيادات كل في مجاله، ويدعمهم للعمل الجماعي والتكاملي، فرأينا الوزراء يعملون معًا ويحفزون بعضهم بعضًا، يطمئنون الناس ويوجهونهم ويبذلون كل الجهود لتنفيذ توجيهات القيادة. لقد رأينا رؤساء دول يستغلون الأزمة للظهور والتغريد كل يوم بمعلومات حقيقية وغير حقيقية لغرض الظهور والبروز والبحث عن المصالح الشخصية والانتخابية، بينما قيادتنا ليست بحاجة لذلك وتوجه رسالة بأن الفعل في الميدان يثبت ذاته. شكرًا سمو الأمير محمد بن سلمان، القائد التنفيذي في كل الجهود المقدمة، وقد تشربت رسالة والدك الملك وأدركت معانيها المتمثلة في خدمة إنسان هذه الأرض أولاً وقبل جميع المكاسب الأخرى.
وبالتأكيد لا نغلق هذا المقال دون الإشادة بمختلف القطاعات الحكومية وقياداتها المختلفة. شكرًا وزارة الصحة، أنتم في الواجهة، ساعدتم القيادة في رسم الإستراتيجية العلمية لمكافحة هذا الوباء، وجندتم جهودكم بأقصى الطاقات الممكنة لخدمة وطمأنة الناس. شكرًا قطاعاتنا الأمنية والعسكرية، من كان على الحدود ومن هو في الداخل فأنتم السند والحصن الأمن لنا. شكرًا وزارة التعليم بقطاعاتها وجامعاتها على المبادرة بتقديم البدائل التعليمية المناسبة لأبنائنا وبناتنا. شكرًا وزارة التجارة على ضبط الأسواق والحرص على توفير احتياجات المواطن والمقيم. شكرًا لجميع قطاعاتنا الحكومية. شكرًا للقطاع الخاص، فقد ضحيتم وهانت خسائركم أمام صحة الإنسان والوطن. شكرًا منسوبي المجتمع المدني المبادرين بالتطوع والتبرع فأنتم الداعم لما تقوم به الحكومة.
الجميع يبذل جهده وكل الاحتياطات الممكنة يتم اتخاذها ولطف الله وعنايته أكبر وأكرم. حمى الله وطننا ووقاه من الشرور.