د.عبدالعزيز الجار الله
العالم يستعد لخوض معركة ذروة كورونا، سندخل خلال الأسبوعين القادمين صراع ذروة كورونا وفيروساتها العنيدة، مع موسم دخول وقت الربيع في أجزاء عديدة من العالم، وهو أيضًا موسم الأمطار وتحول الأجواء إلى الحالات الرطبة، واعتدال الطقس، والأهم أنه بداية موسم التكاثر للعديد من الحشرات الناقلة للأمراض، وعادة تنتشر إصابات الفيروسات في فصل الربيع من كل عام، أيضًا تشاركها حمى حساسية الجلد والجهاز التنفسي، بسبب لقاح النباتات، كذلك يوافق نهاية فترة المبيت الشتوي.
أذن نحن أمام مرحلة عنيفة من كورونا، وإذا أطلقنا عليها الذروة فهي أشبة بمواسم فصول السنة عند نهاية المواسم مثلاً الخريف في بعض أقاليم الأرض تأتي معها رياح شديدة تسمى الصوارف، ومثلها في أمطار نهاية الربيع الشديدة والفيضانية، والصيف شدة الشمس الحارقة في أواخره، ففي آخر إحصاء 29 مارس فإن وباء كورونا (كوفيد - 19) أودى بحياة أكثر من (31) ألف شخص، وإصابة أكثر من (667) ألف مصاب حول العالم، في (183) دولة، ومرشح أن يزيد عدد الإصابات وبخاصة من لم يلتزم بالحجر الصحي، وكثرة المخالطات، وإهمال بعض الدول سرعة الإجراءات، قد تكون النتائج كارثية لن يكون نهايتها شهر أبريل وإنما مضاعفات كورونا التي قد تستمر لمدة أشهر للعلاج، والمستشفيات سوف تستمر بالتعقيم وتنظيف مخلفات الإصابات، والعمل على برامج الوقاية.
الإصابات بالفيروسات ليست بدول الجنوب بل بدول الشمال ودول الشرق القوية وأيضًا الدول الصناعية: أمريكا، الصين، روسيا، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، كوريا الجنوبية، هولندا، بلجيكا، سويسرا، وإيران من دول الشرق الأوسط، وهذا مؤشر يغير من بعض الوقائع والفرضيات، منها الرعاية الصحية بين الدول، والتي كانت لصالح دول الشمال ورغم ذلك هي أكثر الإصابات، هي التي خسرت اقتصاديًا وتعرضت لإجراءات احترازية جعلت المدن مغلقة في ظاهرة لم تحدث إلا نادرًا.
بقي أن يتعلم العالم أن المصائب لن تكون ذات خصوصية، أو انتقائية، أو ذات ميول عرقية وإقليمية، لذا يتطلب الرفق وعدم التعالي، عندما تجعل دول الشمال لنفسها تاج الصحة والرفاهية والأفضل عيشًا وسعادة في العالم.