حميد بن عوض العنزي
في الملمات والأوقات العصيبة تبرز القدرات الحقيقية وتتراص الصفوف، ويكون الوطن هو بيت الجميع، وفي جائحة كورونا، التي أذهلت العالم وعطلت الحراك بشكل أصاب العالم بالصدمة، وتعاملت الدول مع الجائحة بما لديها من إمكانات وخبرات، فأخفقت بعضها ونجحت أخرى، وقد شهد العالم لبلادنا بحسن التصرف وحكمة المواجهة من خلال العمل المنظم والتكامل الكبير بين كل القطاعات، وهو تكامل شمل كل المجالات والقطاعات، ويحدثني أحد الأصدقاء من العاملين في قطاع الصناعات الغذائية كيف تمكن القطاع من إثبات وجوده وكيف حظي بدعم كبير وهائل من كل المسؤولين في تذليل كل العقبات، وتصدرت شركات الألبان والأغذية المشهد بنجاح كبير أثبت أن شركاتنا الوطنية بالفعل هي ركن أساسي في أمننا الغذائي الاستراتيجي، وأن هذا القطاع يستحق الدعم والاهتمام ضمن الأولويات الوطنية.
اليوم نشاهد كيف يتعارك الناس على الأغذية في كثير من دول العالم المتقدم، ونحن بحمد الله نتسوق بكل أمان وبوفرة كبيرة، وتصل الإمدادات إلى كل مدينة وقرية وبأسعار ثابتة، وبجودة عالية.
هذه الأزمة فرصة للتركيز على الأمن الغذائي وخلق مزيد من الشركات في مجالات الأغذية الأساسية وتوجيه نسبة من الدعم التمويلي والتسهيلات وجلب التقنية لدعم هذا القطاع الذي أثبت أنه يستحق.
ومن الصور الإيجابية أيضاً في هذه الأزمة، هذا التفاعل من القطاع الخاص بمبادرات متنوعة سواء على مستوى الدعم البيني بين قطاعات الأعمال مثل الإعفاء من الإيجارات أو على مستوى الدعم المجتمعي لقطاعات الصحة والتنمية والفئات المحتاجة، هذه الصورة التي تجسد التلاحم الوطني والاجتماعي من الصور التي تفرح القلب وتؤكد أن هذا الوطن عظيم بتوفيق الله ثم بقيادته الرشيدة وبشعبه العظيم، وبحول الله سنتجاوز هذه الأوقات العصيبة لتتواصل مسيرة البناء والنماء.