بدرية بنت عبدالله الشمري
بعد فرض الحظر الجزئي على جميع مناطق المملكة بدأت روح النكتة السعودية تتضح بصورة جلية من خلال المقاطع المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي وكذلك التعليقات المكتوبة التي كشفت لنا عن (كتابة سوداء) على غرار الكوميديا السوداء التي تعالج القضايا الشائكة بروح النكتة.
الأزمات رغم صعوبتها إلا أنها قادرة على خلق روح إبداعية سواء كانت هذه الأزمة فردية أو جماعية.التعليقات القصيرة، المقاطع المركبة، الحوارات المكتوبة كلها لم تتجاوز الثلاث دقائق ولكنها استطاعت تكوين تصور واضح للمجتمع كان مختبئاً تحت صورة السعادة التي تنقلها لنا وسائل الإعلام عن الحياة الأسرية المستقرة والنساء الجميلات والحياة المترفة. واكتشفنا أن وجود الرجل بجانب زوجته لا يتجاوز ثانية سناب وأن البيوت المرتبة كان في مخازنها ما تستره قطعة أثاث باهظة الثمن وأن الأواني المنزلية الملونة لم تكن إلا لجلسات التصوير وأن جمال بعض النساء كان يصنع في عيادات التجميل قبل أن تغلق.!
العودة للمطبخ كذلك أصبح المتصدر وعادت أيام الثمانينات والتسعينات عندما كانت كتب الطبخ تتصدر المشهد النسائي وتحولت بعض حسابات الفشنستات والمطربات والممثلات إلى جلسات طبخ في الهواء الطلق، ليشهد التاريخ لحظات عودة المرأة الألفية إلى ما كانت تغضب منه.! المدهش في هذه الأزمة أن الجميع عاد لطبيعته. البعض لم يتأثر فهو قائد لوقته ملتزم بسرعة الحياة ولم تسرقه أضوائها والبعض اضطرته الظروف للبقاء في منزله وكأنه قد حكم عليه بحبس انفرادي فهو لم يتعلم كيف يعيش في بيته. ولكن وبالرغم من كل شيء انتصرت الحياة الطبيعية وتحكمت أخيراً بعجلة الزمن وأصبحت تقود الأيام دون أن تتجاوز سرعتها قدر الطبيعة.
في الأزمات منح ربانية يصرفها الخالق عز وجل لكل متبصر لا يرى الأشياء بالعين المجردة ولكنه يقضي وقته متأملاً لكل ما حوله من أحداث وظروف ويصنع منها لحظة تسجل في شريط حياته. لا ندري قد نتجاوز هذه الأزمة بإصرار على البقاء كما كنا خلالها وقد تعم الفوضى من جديد ليزدهر العالم بها.!
لقطة ختام ..
حتى القطط افتقدت الإنسان ولكنها أدركت حقيقة من كان يجب أن يتسكع ليلاً وينام نهاراً .!