د. عبدالرحمن الشلاش
معروف لدى المدركين وعلى مر السنوات الماضية قيمة الإنسان في هذا البلد لدى حكومته، وجاءت أزمة كورونا لتؤكد هذه الحقيقة التي لا تحجب بغربال مهما حاول البعض إخفائها ومحاولة عرض وبث لقطات غير حقيقية «فوتوشوب» قد تمرر بطرق خبيثة للبسطاء أو «المدرعمين» الذين يدخلون الموضوع بالعرض ولا يدركون تبعات الأمور، وبجهل عجيب منهم وبدوافع منها حب الظهور وكسب الشهرة.
السعودية في أزمة كورونا قدمت نموذجاً فريداً يحتذى به على مستوى العالم، وهذا النموذج الفريد ليس بالكلام وإنما بالفعل والأرقام التي لا تكذب فمنذ بداية الأزمة اتخذت أجهزة الدولة وفقها الله كل الإجراءات الاحترازية بإيقاف الدراسة والعمل في القطاعين العام والخاص، وتعقيم المدن والقرى وكافة المواقع، وتوجيه الناس لأداء الصلاة في البيوت بعد فتوى هيئة كبار العلماء حرصاً على سلامة الجميع، والتوعية المستمرة من وزارة الصحة عبر جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وعبر حسابات الوزارة في مواقع التواصل، وعبر المنافذ بين المدن، وفي جميع المستشفيات والمراكز الصحية، وحشد الكوادر وجميع الطاقات لمواجهة الفيروس المستجد، مع توفير كل أنواع الرعاية للمواطنين والمقيمين بتوزيع كل وسائل السلامة من معقمات وكمامات وقفازات.
إجراءات احترازية كثيرة أسهمت في الحد من انتشار الفيروس إلى أدنى المستويات انتهت بتطبيق منع التجول لساعات كل يوم مع الحث المتواصل على البقاء في المنازل، والبعد عن التجمعات تحاشياً للعدوى. البقاء في المنازل مع تحمل الدولة كل النفقات المهم حماية الناس من هذا الوباء، ومن انتشاره، ومنع أي مصادر خارجية بإغلاق المطارات والموانئ من كافة الرحلات القادمة والمغادرة وكذلك الرحلات البرية القادمة من خارج المملكة والتنقل داخل المملكة حرصاً وخوفاً من انتقال العدوى أو حتى أي احتمالات من انتشار العدوى.
هذه الاحترازات أدت إلى وضع صحي نموذجي. في الوقت الذي ينتشر فيه الوباء بصورة سريعة في بعض الدول وخصوصاً في دول أوروبية وأمريكا، وبصورة رهيبة في إيران ليضرب الآلاف، ولم تجد تلك الدول حلولاً وظلت عاجزة عن تقديم خدمات طبية لتصل أعداد الوفيات أرقاماً كبيرة، فإن عدد المصابين في السعودية لم يصل 1500 مصاب، وعدد المتوفين رحمهم الله لم يتجاوز عشر وفيات، وأعداد المتعافين يقارب 100 متعافي، ومع اهتمام متزايد يرمي لحماية الإنسان مواطناً ومقيماً.
ومع كل ذلك تسير الحياة في السعودية بشكل اعتيادي لا يجعلك تشعر بأن هناك وباء. توافر لجميع الاحتياجات تجعل الإنسان في هذا البلد يعيش في ظروف جيدة في ظل أوضاع عالمية مخيفة جداً.