أيها الضيف الثقيل.. قدومك بلا موعد مسبق ولا جرس إنذار ولا استشعار عن بعد، لقد أخذتنا على حين غرة! أصبتنا بالخوف والهلع في علاقاتنا الأسرية والاجتماعية عطلت الفرح والمرح حتى إشعار آخر.. وهذا لم يحزننا كثيرًا لكن تتفطر قلوبنا على مساجد أغلقت وجمعة عطلت باعدت بين الأحباب والأصحاب والإخوان والخلان، عطلت السفر في الأرض والسماء ألزمتنا بيوتنا مطمئنين آمنين قائلين: سمعًا وطاعة سيد (كورونا)!
أيها الفيروس العادل في الحركة والانتشار في أرجاء المعمورة ما لونك؟ ما شكلك؟
لماذا هذا الغموض؟ صندوقك الأسود له شفرات عجيبة! أعييت الأطباء والخبراء، الكل يدعي الفراسة فيك والغوص في أعماقك وتحليل أسرارك.. محاولين قرصنتك، والظفر بك لينالوا شرفًا ورفعة.. لكنك لا تزال بعيد المنال لماذا هذا الجبروت؟
كفي أيها الضيف أليس في قلبك رحمه؟! خطفت الأصحاب والأحباب وأصبت الأمة في غمة.. متى تنجلي كربتك؟ ونفرح بوداعك؟ أتعبت الساسة ورجال الحراسة.
وأهل الصحة والصحافة.. لكن ما يدخل السرور علينا نحن المسلمين أنك مرض مقدر من ربِ غفور رحيم.. ونقاومك بالدعاء والعلاج.. حتى تزول ويرفع عنا بلاءك.
عفوًا كورونا أنت معلم (خفي) تعطي دروسًا بالمجان لكل علة بالحياة وكان التعاون الجماعي من أكبر الدروس التي أجزتها ولا سيما وقت الأزمات والحرص على سلامة الإنسان لأنه خليفة الله في أرضه.. ناهيك عن دروس بالصبر في الكرب والبلاء، بل أعطيتنا تحريرًا لبعض عاداتنا وتقاليدنا وعلاقتنا بالآخر كيف تكون... فأنت لن ننساك.
** **
- الرس