لم تسلمْ أي دولة من دول العالم من فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وهو بطريقه بإذن الله نهاية حياته على كرتنا الأرضية.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية أرغمت الأسر على البقاء في بيوتهم وخلق روح الترابط والمحبة والألفة التي تبعثرت عند بعض الأسر في زحمة الحياة، إن السلاح الحقيقي في هذه الأجواء هو العودة إلى ركني البيت الأب والأم والالتفاف حولهما وتعزيز روح الإيجابية التي يبثانها والتمتع بالأجواء الإيمانية والتقرب إليهما فهما يعرفان نفسيات كل فرد من أفراد الأسرة. العائلة أصبحت أسرة واحدة كيف لا والعالم كله يعيش في قرية واحدة.
شخصياً وكما هو عند بعض الناس وأتمنى أن تكون عند الغالبية لا تحب التباعد الاجتماعي لكن في هذه الظروف الوقتية التباعد الاجتماعي أصبح مطلباً وطنياً ودينياً واجتماعياً، وسائل التواصل الاجتماعي التي كنت أسميها التباعد الاجتماعي أصبحت مسيطرة على الجميع الصغير قبل الكبير في تبادل الأخبار الإيجابية التي يتخللها بعض الأخبار السلبية والأهم من هذا الشائعات ونقلها وإرسالها مرة ومرات كثيرة والتي تترك وراءها أثراً سيئاً، هذه الشائعات كذلك تترك وراءها القلق والرعب في نفوس أفراد المجتمع وهناك من يبثها رغبة في الفكاهة والمرح، لكن هناك من يقف بقوة وحزم ضد كل من يثير تلك الشائعات هذا ما نتابعه عبر القنوات الفضائية الحكومية.
أجزم أنّ أفراد الأسرة والعائلة والمجتمع يحملون بين أضلاعهم قلوباً يغمرها المحبة والألفة والتسامح لكن هناك من يغرد خارج السرب، هذا النموذج هو النموذج الإسلامي الذي يحافظ على السلوكيات والعادات السلمية والقيم الإسلامية، كل ما أتمنى أن تبقى نسبة مئوية من هذا النموذج كما هو في زمن كورونا، الزمن الذي أعاد للبيت مكانه الصحيح وأعطى الأم والأب موقعهما في قمة هرم الأسرة. وأتمنى أن ينعكس على المجتمع الذي أبدى أجمل صور التقيد بتعليمات وإرشادات وزارة الصحة. ولا شك أن الأسرة ركيزة المجتمع، فالآباء والأمهات عانوا من التناقضات الأسرية والتواصل الأسري، مما خلق شرخاً في البنية الأساسية التي سوف تعود إلى طبيعتها إن شاء الله بعد زوال هذه الجائحة.
مسئولية اجتماعية وأسرية تعاظمت ووقعت على عاتق الأم في ظل هذه الظروف الراهنة، إذ إن تحملها يضمن نجاح الإجراءات الاحترازية، الله يعين الأم ويجبر خاطرها وعلينا التلطف معها في كل الأوقات فكيف بالوقت الحالي الذي يدل على مكانة القيم الإسلامية والنضج العاطفي والحس الإنساني للأبناء والبنات. في كل أسرة هناك أم نموذجية في تعاملها وهذا يعطينا الحق الحكم على أن كل الأمهات نموذجيات ويستحقن التكريم والاحتفال بهن بعد أن تزول الغمّه إن شاء الله.
وفي الختام حكومتنا الرشيدة اتخذت مجموعة من الإجراءات الاستثنائية غير المسبوقة، بهدف مكافحة الفيروس المستجد والحد من انتشاره في المملكة، وهي نموذج عالمي ويشهد لها بذلك كل العالم.
أقتبس من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- (إن القطاعات الحكومية كافة وفي مقدمتها وزارة الصحة، تبذل كل إمكانياتها لاتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم).