رمضان جريدي العنزي
للسعودية تميُّز مغاير في إدارة الأزمات، وتفرد خاص في كل المجالات. لقد كانت السعودية من أولى الدول السباقة في إدارة أزمة وجائحة كورونا. لقد اتخذت فورًا الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية المناسبة، وكانت مع الحدث أولاً بأول. إن القرارات الحاسمة والشجاعة التي اتخذتها قبل انتشار الوباء واستفحاله يدل دلالة قطعية على تمكُّنها وقدرتها وخبراتها في التعامل مع هذه الأزمة الخطيرة والطارئة. وفوق ذلك كانت السعودية شفافة للغاية مع المواطن والمقيم، وتفصح تباعًا عن الحقائق بكل وضوح وتجلٍّ. إن تجارب السعودية الطويلة وخبرتها في التعامل مع الظروف والطوارئ، جعلتها رائدة في إدارة الأزمات في العالم. لا توجد دولة في العالم تنظم الحشود البشرية بنجاح كما تفعل السعودية أثناء الحج. خبرات تراكمية منذ سنوات طويلة، وبحضور ملايين البشر من مختلف قارات العالم، بثقافات متفاوتة، ولغات مختلفة. هذه الملايين بمختلف ثقافاتهم وأعراقهم وتعدُّد لغاتهم ليس من السهل خدمتهم وتسييرهم، لكن السعودية في كل مرة وأزمة وجائحة تبرهن للعالم على قدرتها وإمكانياتها البشرية والمادية على التفوق والنجاح وتحدي الصعاب. الشعب السعودي أيضًا يملك من الوعي والإدراك الشيء الكثير والكبير، متفهم وحضاري، ويتميز بالفطنة العالية، والذكاء الحاد. وما تفاعله مع القرارات الحكومية والإجراءات التي اتُّخذت للحد من تفشي هذا الوباء الطارئ إلا دليل واضح وجلي على رقيه وتمدنه ووعيه. إن الدول التي تدعي العظمة والحضارة والتمدن والحداثة والتطور والتفرد والتميز وحقوق الإنسان قد رسبت مع أول اختبار لها من قِبل فيروس صغير، لا يُرى بالعين المجردة، بينما نجحنا نحن إنسانًا وحقوقًا وتراحمًا وتعاطفًا وإيثارًا والتزامًا وإرشادًا واحتياطًا وتدبيرًا. وسوف نبهر العالم -بحول الله وقوته- بما عملنا، وسوف يكون عملنا وفعلنا درسًا كبيرًا وبليغًا للعالم كله، وسنكون المثال والدليل والمرجع. إن النجاحات السعودية وتوجيه الكتل البشرية الهائلة في كل عام وعلى مدار العام حجًّا وعمرة وزيارة دليل واضح وبائن على تميزها في هذا المجال وغيره من المجالات الكثيرة والمتعددة والمتنوعة. نعم، السعودية رائدة بكل المقاييس في إدارة الأزمات والحشود بعلم ودراسة وخبرة محلية بحتة بعيدًا عن الأوهام والأضغاث والأحلام والمنى، ومهما كانت أبواب الإرجاف والتخويف والتضليل والتحريف مفتوحة بعدائيةواضحة وحقد دفين وأنانية مطلقة فإنها تغلق بقوة أمام الإنجازات الحقيقية على أرض الواقع فعلاً واقتدارًا.