أحمد المغلوث
تتنامى مع إشراقة كل يوم وحدتنا الوطنية ويتجذر بحب مقرون بالولاء والوفاء والتقدير الشعور بأن الوطن جزء لا يتجزأ من كيان كل مواطن مخلص بايع قيادته على الولاء والسمع والطاعة.. نعم في كل الأوقات والأحداث والتحديات يقف المواطن جنباً إلى جنب مع قيادته ووطنه وأبطاله في مختلف المجالات وفي كل الأوقات خاصة في السنوات الأخيرة التي تضاعف فيها أعداء الوطن الذين يحاولون بشتى الطرق النيل من سمعته والتقليل من شأنه بل ومحاولة زرع الفتنة بين مواطنيه على اختلاف مناطقهم ومحافظاتهم وحتى مدنهم. كلها محاولات يائسة بائسة للوصول إلى أهدافهم الخبيثة لكنهم لا يعلمون أن أبناء هذا الوطن ومنذ توحيد هذا الكيان على يد المؤسس طيب الله ثراه متمسكون بما قاله الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وبما أمر النبي صلى الله عليه وسلم للجماعة ونبذ الفرقة فإنها معالم يهتدي بها السائرون إلى الله. كل هذا وذاك أهداف سامية يسير عليها كل مواطن في هذا الوطن مع كل يوم جديد ليزداد انتماءا وقدرة ووفاءا. في الوقت الذي تعيش فيه دول فداحة التمزق والفرقة وتتضاعف في مجتمعاتها الثقة في قياداتها وأمنها بل تتلاشى قدرات قياداتها في معالجة ما تعانيه شعوبها من ظروف حياتية صعبة لتزداد مصاعبها وتختفي أحلام شعوبها بمستقبل نسجته مخططات ثورية هشة، وأجندات واهية كان هدفها استنزاف مقدرات شعوبها والضحك عليها ببرامج غير حقيقية. كشفتها الأيام والمحن والعجيب في الأمر أن جائحة «كورونا المستجد» كشفت المستور في مختلف الدول التي كانت تعتبر نموذجاً يحتذى بها في التقدم والتطور، حيث تسارعت الدلائل وتكاثرت الحقائق وبرزت المؤشرات الدالة على هشاشة بنياتها الصحية والبيئية المختلفة الدالة على ذلك وأكثر من ذلك مع انهيار مقاومتها ضد هذه «الكورونا» التي جعلتها في وضع لا تحسد عليه.. ففي إيران ذات الأحلام والطموحات والتطلعات بتصدير ثورتها إلى كل مكان وصولاً إلى واق الواق.. على حساب شعوبها المغلوبة على أمرها. ها هي المشاهد والصور المأساوية تضعها أمام العالم وتعريها كغانية في ملاهي الليل «عارية» اللهم لا شماته.
فتكاثرت التظاهرات في مدنها الكبرى المطالبة بحقوقها المسلوبة والحصول على لقمة عيش شريفة بدون بيع كرامتهم للأحزاب والمليشيات وحراس النظام. وهم يشاهدون مليارات النفط تتسرب للحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله.. وحتى للأقلام المأجورة وذبابه الإلكتروني المزروع في مختلف الدول في العالم التي وظفها نظامه للنيل من سمعة المملكة من خلال أعوانه وأذنابه وحتى المنظمات المتطرفة والتي تسعى إلى بث السموم الإيرانية لزعزعة أمن واستقرار وطننا الحبيب.. كل هذا حدث وما زال يحدث حتى اليوم فلقد اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، مساء (السبت)، صاروخين بالستيين أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية من صنعاء وصعدة باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة. والسؤال الذي يطرح نفسه من أين للحوثيين الصواريخ البالستية؟ لقد أكدت الحقائق والصور أنها من إيران.
لقد كان للنظام الإيراني نصيب كبير في ما وصل إليه الحال في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وها هي شعوبها تحاول جاهدة تسديد فواتير تدخل النظام الإيراني وتواجده المباشر والخفي في مختلف جوانب حياتهم. في وقت يموت أبناء إيران ضحايا «كورونا» والخمور المغشوشة.. وليستمر النظام في أحلامه التي لن تتحقق بمشيئة الله.