سهوب بغدادي
إنها فترة غير اعتيادية بالتأكيد في الوقت الذي نلزم فيه منازلنا وسط حالة من الترقب والرجاء والامتنان كذلك، نحن ممتنون حقاً على سباق مملكتنا الزمن باحتدام للحد من آثار الوباء المستجد الذي استنزف أقطار العالم. فحمدا لله على ذلك ونرجو الرحمن أن يكلل آمالنا بالنجاح عاجلاً غير آجل. وإلى ذلك الحين، نستطيع أن نجعل من هذه الفترة مثمرة في حياتنا ومن نحب في أكثر من نطاق. فيما يعمد الكثير من الأشخاص إلى تمضية الوقت في التسالي من مشاهدة الأفلام والمسلسلات وأكل ما لذ وطاب. وهذا ليس بالأمر السيء على الإطلاق، فاجتماع العائلة لمشاهدة برنامج ترفيهي يزيد من أواصر المحبة والتقارب بينهم. ولكنني أتحدث عن الكم لا الكيف، فلا ضير من القيام بما سبق مع اعتماد خطة بسيطة لعمل تلك الأمور الراكدة التي لطالما أردت أن تقوم بها ولكن لم تتمكن من إنجازها بسبب انشغالك. على سبيل المثال، أطلعني أحد الفنانين على خطته خلال هذه الفترة حيث اعتزم على الرسم يومياً ونشر أعماله على حساباته، بالإضافة إلى قراءة صفحة من كتاب وتسجيل صوته وبث المحتوى على الإنترنت، إلى جانب تعلمه أساسيات آلة العود، وأمور أخرى يعدها سراً. من هنا، أشارككم خطتي المتواضعة، في كل صباح أستيقظ مبكراً وأعد قهوتي بحب وأحتسيها باستمتاع على صوت توكيدات إيجابية وبرامج لتطوير الذات، من ثم تعاهدت مع نفسي أن أقرأ صفحتين من القرآن الكريم استعداداً لشهر رمضان بلغنا الله الشهر الفضيل وإياكم في أتم صحة وعافية وخير، أعقبها بالمشي في حديقة المنزل لمدة ثلاثين دقيقة، كما أحرص على أن أنجز أعمالي الموكلة إلي في وقتها من المنزل، أيضاً حريصة جل الحرص على قراءة كتاب جديد، والأجمل من ذلك الاجتماع مع أهلي كل يوم لنقاش المستجدات عن الفيروس المستجد بالتأكيد، فكل شدة ستنجلي بإذن الله القدير وسنخرج من هذه الفترة بروح ونظرة مختلفة لمعاني الحياة اليومية.
(إن الفرق بين تحول وتجول نقطة، فاحرص على اختياراتك).