في مساء الجمعة/ السبت 20 مارس 2020 وجه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كلمة إلى أبناء وطنه والمقيمين على أرض هذا الوطن استعرض من خلالها مرور وطننا بل والعالم بأسره بمرحلة وبائية أصابت الكثير بالخوف والهلع بسبب سعة انتشاره وكثرة وفياته المروعة كما سمعنا وقرأنا اليوم في إسبانيا وإيطاليا بعد الصين ومما قاله حفظه الله:
إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها مؤمنين بقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وهنا نقول: نعم إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين (فعن جابر بن عبد الله قال: (لما نزلت: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا لن يغلب عسر يسرين) ومن ثم قال أمد الله بحياته: إن بلادكم مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، وهنا أوضح الاهتمام البالغ من قبل الدولة باتخاذ كل ما أمكن من إجراءات احترازية لمواجهة هذه الجائحة والحد من آثارها، وقد وجه حفظه الله باتخاذ تلك الإجراءات التي بدأها بخطوات متتالية والتي منها إيقاف العمرة والسياحة وإيقاف الدراسة ومن ثم العمل الحكومي والكثير من العمل الخاص ومن ثم أن تكون الصلوات الخمس بالمنازل ولحقتها الجمعة ومن ثم الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً تلاها حظر التجول من السابعة مساء وحتى السادسة صباحًا وأخيرًا يكون الحظر من الثالثة عصراً وحتى السادسة صباحاً وإذا لزم الأمر فإني أجزم أن الحظر سيكون كل الـ24 ساعة، ولنعلم أن الحظر لم يكن خاصاً بالإنسان فهناك النملة طلبت من قومها الحظر حينما أحست بالخطر فقالت: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ}، علماً أن أول من فرض حظر التجول هو زياد ابن أبيه حينما كان والياً على البصرة عام 45هـ في عهد معاوية رضي الله عنه. فكل تلك الإجراءات التى وجه بها مليكنا الراعي لهذه الأمة هي من أجل الحد من انتشار هذا الوباء بهذا الوطن (كلكم راع وكل مسئول عن رعيته)، وهنا يتضح أن تلك الإجراءات أتت تدريجياً فكلما اتسع انتشار هذا الوباء داخل هذا الوطن كلما اتخذت الدولة حرزاً أكبر وخطوات أوسع من سابقتها من أجل خنق هذا الوباء للحيلولة دون توسعه وحتى لا تلحق بلادنا بتلك البلدان التي استفحل فيها هذا الوباء، وأخيرًا فولي أمرنا قدم الشكر لكل الجهات الحكومية المناط بها حماية الوطن من هذا الوباء ويخص العاملين في المجال الصحي، وهؤلاء كمن يقفون على حدود الوطن وقال: إن النجاح وإمكان حجز هذا الوباء على حدود معينة لا يتم ما لم يتواصل العمل الجاد مغلفاً بالتكاتف والتعاون وتعزيز الوعي الفردي والجماي بين أبناء الوطن عامة والمعنيين بحمايتنا بعد الله بصفة خاصة.
وفق الله خادم الحرمين الشريفين إلى كل خير وحقق أمانيه ودعواته لأبناء هذا الوطن وللعالم بأسره، فاللهم احفظنا وبلادنا والبلدان الإسلامية وحتى العالمية من هذا الوباء ومن كل وباء قادم وما ذلك على الله بعزيز.