فهد بن جليد
نجاح تجربة (التعليم عن بعد) فرصة حقيقة ومُغرية، لذا أقترح أن تعتمد وزارة التعليم في خططها للأعوام القادمة إبقاء هذا الأسلوب التعليمي لبعض المناهج التي يمكن للطلاب التفاعل معها عن بعد وتلقي معلوماتها بهذا الأسلوب التعليمي، والاستفادة من الوقت المُخصَّص لها في (الجدول الدراسي) ليوضع مكانه مقررات تفاعلية جديدة، لتنمية المهارات وتكوين شخصية الطالب، بجلسات النقاش والحوار والعصف الذهني، وتهيئة الطلاب في المرحلة الثانوية أكثر لسوق العمل، وغير ذلك من المناهج ومجموعات العمل والتعلم بأسلوب عصري وجديد، أخالها فكرة وفرصة تاريخية لن تتكرَّر، بتقبل الجميع استمرار التعليم بهذه الطريقة في بعض المناهج.
تطبيق (التعليم عن بعد) لم يكن اختيارياً للمنظومة التعليمية في المملكة، بل كان خياراً وحيداً لاستمرار التعليم لكل المناهج الدراسية، ولكل الطلاب في جميع المراحل، بسبب (جائحة كورونا) التي عطلت العالم، ومع ذلك حققت التجربة السعودية نجاحاً ملحوظاً، وأدت الغرض المطلوب، وضمنت تدفق الحد الأدنى من التعليم وتفاعل الطلاب والمدرسين والأسر، ويمكن عند تطبيق الاقتراح السابق تجويدها والاستعداد لها بشكل أكبر، بتسجيل الدروس والشروح اللازمة قبل وقت كاف، واختيار المنصات الإلكترونية الأفضل لأداء الواجبات والمُتابعة، وحتى إعداد المناهج بطريقة تلائم هذا التنوع من التعليم للمقررات التي يراد التطبيق عليها.
أفضل الجامعات الأمريكية وحول العالم تطبق جزئياً أو كلياً هذا النوع من التعليم مثل (هارفارد، كورنيل، أوكسفورد، سنترال فلوردا، كولومبيا نيويورك) وغيرها الكثير، لذا فرصة تحويل بعض المقررات الدراسية في المنهج السعودي لتعليم عن بعد، ستكون نقطة تحول وتغيير جذرية وجوهرية لتجويد التعليم لدينا بشكل أكبر، وإدخال مناهج وطُرق تدريس جديدة كنا وما زلنا نحلم بها، خصوصاً مع امتلاكنا البنية التحتية التقنية اللازمة في المملكة، فهل تفعلها وزارة التعليم لنتذكر أنَّ في محنة (كورونا) منحة تحويل بعض المناهج والمقررات - غير الرئيسة- للتعلم عن بعد؟ أتمنى دراسة الفكرة واستعراض الإيجابيات التي يمكن أن نحصدها من هذه الخطوة في حال طُبقت، لتكون أسلوباً مُعتمداً يحقق أهدافاً كثيرة.