د.عبدالعزيز الجار الله
شكل الجهاز الطبي في السعودية وبلدان العالم الخط الدفاعي الأول للمحافظة على الأرواح والسلامة الصحية ضد كورونا، كما شكلت القطاعات الأمنية والعسكرية الخط الدفاعي الأمامي للمحافظة على النظام والأرواح والممتلكات والاستقرار، وباقي القطاعات، بل العديد منها إما استقرت في البيوت أو تعمل عن بعد، والقليل باشروا في مواقعهم.
الأطباء يعملون من ساعات الفجر الأولى وحتى ساعات الليل المتأخرة في مناوبات لا عطل أسبوعية ولا تحديد لساعات العمل، يستقبلون الحالات من بداية أزمة كورونا ديسمبر 2019، ويعملون في أقسام الطوارئ، وفِي العيادات وغرف العناية المركزة، وحتى في الممرات وفي العيادات المؤقتة والمباني الجاهزة خارج المستشفيات. الأطباء والفريق الطبي يتقدمون الصف بخطوات سريعة داخل مستشفيات هي بيت الداء والدواء، معرضون للفيروسات ومخاطر الإصابة في أي لحظة، محاطون بالسعال والعدوى، والتقاط الفيروسات والإصابات المتعددة.
أما التشكيلات العسكرية والأمنية والرقابية السرية فإنها كانت وما زالت تعمل في الميدان، على مداخل المدن وفِي الطرق الرئيسة وفِي الشوارع الخلفية وحتى على معابر الأحياء، طوال ساعات تطبيق منع التجول ليل نهار، تتهددهم الأخطار والمخاوف من أعداء يتربصون بأمن البلاد، وقطاعات من أمننا تقف في مواجهة الموت دفاعًا عن حدنا الجنوبي، ضد الحوثي العدو الغادر الذي كان من البدء يعمل الحوثي على إطلاق الصواريخ والمقذوفات على مدننا، وتهريب المخدرات ووجبات المتسللين للأضرار بالنظام الأمني والاجتماعي والمالي، القطاعات العسكرية تدافع عنا وعن بلادنا مرتين، الأولى في جبهات حدودنا الجنوبية والشرقية والشمالية وسواحلنا الغربية، والمرة الثانية بأجهزتها الطبية وفرقها الإسعافية، ومدنها الطبية ومستشفياتها الميدانية.
القطاع الطبي والأمني قدمًا ببسالة مشرفة، بطولة تستحق منا كل التقدير، بلادنا تفخر بهذا الإنجاز الذي تحقق من بنية تحتية طبية، وقيادات طبية وعسكرية، مستشفيات وطواقم علاجية وجنود، تباشر جائحة كورونا، فكانوا جاهزين للدفاع عن المواطنين والمقيمين ضد كورونا، ضد المعتدين على أراضينا.