فهد بن جليد
التاريخ سيذكر ويحفظ للمملكة العربية السعودية أنَّها تحركت بمسؤولية كبرى لتوحيد جهود العالم لمحاربة (فيروس كورونا)، عند رئاستها لمجموعة العشرين والعالم يمرُّ بهذا (الظرف الاستثنائي) من تاريخ البشرية، عندما شُلَّت وهُدِّدت العولمة، بإقفال الحدود وتوقف الطيران، وانكمش التبادل الاقتصادي، وضاعت (بوصلة الحكمة والرُشد) خشية انتشار المرض، لتأتي دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لعقد أول قمة افتراضية من نوعها في العالم لرؤساء أقوى عشرين اقتصادًا عالميًا G20 مع نخبة من الدول والمنظمات الصحية والدولية المعنية بالأمر، (كبارقة أمل) وهي القمة الأهم كما يُنظر إليها في تاريخ المجموعة الاقتصادية الكُبرى حتى الآن، هذا هو قدر الدول العظمى والكبيرة لأخذ زمام المُبادرة في مثل هذه الظروف المُفاجئة والاستثنائية، لذا أثبتت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- حرصها الشديد على البشرية، والقيام بدورها ومسؤولياتها (كرئيسة وقائدة) لأكبر عشرين اقتصادًا عالميًا مؤثرًا، لتوحيد الجهود الإنسانية لمواجهة هذه الجائحة الصحية (فيروس كورونا المُستجد)، والتنسيق للتخفيف من آثاره على كل المجتمعات والشعوب، وتحديد المُتطلبات والإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ووضع سياسات تمنع الانكماش الاقتصادي الذي يلوح في الأفق ويُهدِّد بتأثيره السلبي كافة دول العالم.
كلمة خادم الحرمين الشريفين الافتتاحية، طمأنة العالم بدعوته لاستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي واستئناف التدفق المُعتاد للسلع والخدمات، وعودة الحياة للعالم في أسرع وقت مُمكن، (كلمات تاريخية) لها أثرها الإيجابي في هذه اللحظات الصعبة التي يعيشها العالم، إضافة لتعهد قادة مجموعة العشرين في بيانهم الختامي بضخ (5 تريليونات دولار) لحماية الاقتصاد العالمي، كل هذا ساعد كثيرًا في إعادة التوازن، ورسم التفاؤل على (مُحيا) الاقتصاد العالمي، ليلتقط أنفاسه في انتظار انتهاء (الجائحة) حتى تعود العجلة للدوران من جديد.
هذا الدور السعودي القيادي المُهم، جاء (كالبلسم) للجراح لينشر التفاؤل في كل أرجاء المعمورة، وسط هذا الظرف العالمي العصيب، الذي يحتاج فيه العالم إلى التكاتف للخروج من هذه المحنة، لذا يحسب للسعودية أنَّها أطلقت منظومة (العمل الجماعي الدولي) لمواجهة (فيروس كورونا) الذي يهدِّد البشرية بجهود موَّحدة ومُتفق عليها لدعم البحث عن العلاج، بعيدًا عن فردية العمل والمواجهة أو وقوع مُناكفات حول المُتسبب، إضافة لحماية المُجتمعات والشعوب والدول النامية من آثار (كورونا) وتهديداته، وهو ما سيحفظه التاريخ للسعودية وقادتها.
وعلى دروب الخير نلتقي.