د. خيرية السقاف
«كورونا» هذا الفايرُس «كوفيد- 19» الذي لا يُرى بعين الإنسان،
ولا بها فيما يدب، أو يطير، أو يزحف، أو يسبح..
هذا الذي شغل عقول من في الكون يدركون..
حوَّل جغرافيا الأرض لخريطة تتبع، ولقرون استشعار..
كبَّ على حركة البشر ناره، فغدوا خامدين في مخابئهم..
منعزلين، وليست العزلة المختارة، ولا الوحدة المنتقاة..
لا خلوة ناسك، ولا متكأ متأمل، ولا صومعة مفكر..
هذا الذي صب في الصدور هلعا، وفي الحس توجسا، وفي السلوك حذرا..
الذي حوَّل الانتظار ترقبا، والاقتربَ ابتعادا، والشتات نسيجا..
والمال فناء، والمختبر نرسانة..
والمعرفة جهلا، والعلم حدودا..
هذا الخفي قلب موازين الساسة، والدبلوماسية..
غيَّر وجه التنافس، والتناحر..
شغل عن الحرب بحربه، وعن النماء بهتكه، وعن الحياة بموته..
هذا الذي لا يُرى بعين كل أولئك الخلق..
اللاهث بسببه كل الخلق من ذوي العقول؛
أيمكن أن يكون ذاتا بذاته؟..
أو فعلا لمن لا حيلة له على الأرض؟..
في هذا أحيل قرائي الأعزاء ليتمعنوا طويلا في مضمون كتاب بليغنا الناقد الكبير «عبدالله الغذامي» الموسوم بعنوان: «العقل المؤمن... العقل الملحد...» الصادر قبل أيام، يضيف به لمجده الفكري علامة مهمة، ففيه الجواب الفصل..