د.ثريا العريض
حين يملؤني الطارق المستطير
رهاباً بأسئلة البلبلة
أغامر أن أجد الدرب منِّي إليّ
ويعتسف الوقتَ شيء أسميه..
-أو لا أسميه-
يبقى على هامشٍ من ضباب
يحاور فيَّ الصبابات
عالمةً غافلة
خوفي من الليل في زحمة الدرب
إذ يستطيل يطيل التقائي
بأشباح ما مرَّ
أطياف ما سوف يأتي
يحاصرني في انتفاء الجهات انتفائي
ولا ألتقي في مداه المغيهب غير طلاسم ذاتي
تذوب بموج شواطئها
تستحيل هلاما
يعاندني حيثما أحتفي رغباتي
يتصاعد حتى النهايات
مثل البخور
ويربكني في تناقض أزمنتي السائلة
* * *
ويا أيها الصمت
يا سر ذاتي إذا ما احتواها الضباب
حافلاً حين تأتي تحاورني بالوجوه
وأصدائها وحفيف الغياب:
« قولي
لكل الذين يصرُّون
أن النقوش استقرت بهم
وأن الحقائق ليست سوى زهو ذروتهم,
وكل الذين يصرُّون أن المصير
انتفاءة غفوتهم حيرةً زائلة
وأن الطلاسم ليست سوى رهبةً مجفلة:
« .. أين كل الذين استقروا ومروا؟
وما خلّدوا من حقائقهم غير نفس الستور
وما تركوا من معالمهم غير إيماءة الزلزلة؟ «
.. .. ضبابٌ يمور بنا في الحقب !!!
مثلما استنسخ السابقون تصاويرهم
فاقعٌ لونها
هائلٌ حجمها
استخلفوا وهمَهم
أنهم سوف يبقون؛ لكنما
بملامح غير ملامحهم - إنما
خلّدوها كما أعجبتهم..
كما رغبوها
عيوناً من اللازورد وأوشحةً من ذهب.
قبل وجهك
هذا الطفولي معتصمٌ بالسُّحُب
مرّ ركبُ الطوال المجاهيل
ما خفّفوا وطأهم في التراب
ولا ظلِّ أسمائهم في السحاب
رقصوا وانتشوا
استفحلوا
عشقوا الأوج
واستبشروا بالسراب
رشفوا بعض أوهامهم في الحباب
ثم جاء الوباء
فأرجعهم للتأسي بكل معاني التراب