عقدت في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض قمة مجموعة العشرين، والذي يهدف هذا الاجتماع إلى اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع وتقديم المساعدة إلى دول العالم أجمع نظراً لما تمتلكه هذه الدول من قوة اقتصادية وتجارية والمملكة واحدة من هذه الدول لاسيما وهي أكبر الدول في تصدير النفط وتملك أكبر مخزون إستراتيجي له واللاعب الرئيسي في منظمة أوبك، ودائماً ما تسعى إليه المملكة المحافظة على استقرار الأسعار لاستمرار وتعزيز التنمية في جميع الدول المصدرة والمستوردة، والمتابع لسياسة المملكة الداخلية والخارجية وبعد إعلان رؤية المملكة 2030 المتمثلة بالاستراتيجية الوطنية، حيث صاحبت هذه الاستراتيجية مجموعة من الإصلاحات في عدة مجالات اجتماعية وتعليمية ومالية وسياسية، وهو مشروع وطني جبار غايته تعزيز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا والمشاركة دوليًا في المحافظة على الأمن والسلام الدولي.
تم عقد الاجتماع للدول مجموعة العشرين في مارس 26 والمفترض أنها تعقد في 21 - 22 نوفمبر وحيث تم تقديم هذا التاريخ حرصاً من المملكة والدول الأعضاء لمواجهة الأزمة العالمية للسيطرة على الجائحة والتي هددت وما زالت تهدد دول العالم وذلك من خلال انتشار فيروس covid-19 ، حيث تأثرت كثير من جوانب الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية ونظراً لما تمتع به هذه الدول الكبرى في الاقتصاد وما تلعبه من دور محوري من السياسات وما تتبناه من قرارات لحماية كوكب الأرض وتمكين الإنسان وتشكيل آفاق جديدة للابتكار والتقدم التكنولوجي، حيث لديها القدرة على المساهمة في الحد من هذه الأزمة.
جاءت كلمة رئيس المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مخاطبًا قادة دول مجموعة العشرين يوضح بها معاناة جميع مواطني دول العالم وخسائر الأرواح البشرية والأضرار الاقتصادية والأسواق المالية والتجارية وسلاسل الإمداد العالمية والأضرار السلبية على المكاسب التي تحققت في الأعوام الماضية، كما وجه خادم الحرمين الشريفين التعاون لجميع الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير حازمة في مختلف الأصعدة حيث يعول العالم علينا للتكاتف والعمل معاً لمواجهة هذه الأزمة.
وليس بالغريب هذه المقترحات من المملكة في مثل هذه الظروف والتاريخ خير شاهد على مواقف المملكة الإنسانية ومد العون لجميع المجتمعات الإنسانية والمتابع للأزمة منذ ولادتها كانت جسور التعاون تنطلق من عاصمة المملكة إلى المنظمة العالمية للصحة والدول المتضررة والتي أصبحت بؤرة لهذا الفيروس والشفافية التي تتمتع بها سياسة المملكة من خلال تقديم المعلومات والبيانات الدقيقة والواقعية للمساعدة في التخطيط لإدارة واحتواء الكارثة.
نحن على أمل بأن هذه التدابير الحازمة الدولية المشتركة تحمي وتحافظ على كوكب الأرض وتعود التنمية المستدامة شعارًا للجميع.
** **
- الدكتور فواز بن كاسب