د.عبدالعزيز العمر
يقول مثلنا العربي «ربما صحت الأجسام بالعلل»، ولعل هذا المثل يكشف عن أملنا، بل وعن توقعاتنا أن تتمخض أزمة كرونا بإذن الله في النهاية عن إيجابيات، وعن خير لم يكن في حساباتنا. نعم، لقد مر ويمر مجتمعنا حاليا بتجربة وبمواقف غير مسبوقة على الإطلاق، كشف مجتمعنا السعودي خلالها أنه كان في مستوى الحدث، بل وأبدى تقديراً وتعاوناً مع توجيهات قياداته، وأظهر احتراماً لما يصدر عن السلطات الصحية لبلاده من تعليمات.
من المعروف أن حالة الرغد المعيشي الطويل التي يمر بها أيّ مجتمع قد تجلب له حالة من الارتخاء، وقد تتسبب تلك الحالة في عدم قدرته على مواجهة المستجدات خارج حالة (فك الأحزمة). لكن هذا لم يظهر في حالة مجتمعنا السعودي خلال مروره بأزمة كورونا، بل إن أزمة كورونا قد تكون عززت لدى مجتمعنا ثقافة الاستعداد لمواجهة أي تغيير طارئ يحتاج إلى تكاتف وتعبئة مجتمعية، كما عززت من ثقافة التواصل مع السلطات المحلية والتفاعل الإيجابي معها.
وفيما يلي أشير على عجالة إلى دروس أخرى تعلمناها من أزمة كورونا:
1- عززت الأزمة من نشر الثقافة الصحية بشكل أعمق.
2- تعلمنا كيف نتجاوز بعض عاداتنا الاجتماعية التي قد تضر بالصحة عموماً.
3- اكتشفنا أن التعلم عن بعد والتعلم الإلكتروني هو أمر يسير، ويمكن تطبيقه في مدارسنا.
4- عززت أزمة كورونا من التواصل بين المجتمع وقياداته.
5- كشفت الأزمة عن تقدير السلطة السياسية الكبير لكل أوضاع المجتمع وهو يمر بالأزمة (توفير احتياجاته الأساسية. 6- وأخيراً، قدمت أزمة كورونا درساً في الشفافية بين المجتمع وقياداته.